وقال في التاج: ابن رشد: الفقيه، فالمحدث، فالقارئ الماهر، فالعابد، فذو السن، وإنما كان الفقيه أولى وإن كان المحدث أفضل منه، لأن الفقيه أعلم بأحكام الصلاة، وإنما كان المحدث أولى من القارئ، وإن كان القارئ أفضل من المحدث لأنه أعلم بسنن الصلاة، وإنما كان القارئ الماهر - إذا كان له الحال الحسنة - أولى من العابد، لأن القراءة مظنة للصلاة، والعابد أولى من المسن لكثرة قرباته، والمسن أولى ممن دونه في السن لأن أعماله تزيد بزيادة السن، فلو كان الأحدث سنا أقدم إسلاما لكان أولى بالإمامة، إذ لا فضيلة في مجرد السن، ابن شعبان: ثم أصبحهم وجها، وأحسنهم خلقا، ابن بشير: يفتقر الإمام إلى صفتين بعد تحصيل البراءة عن النقص المانع الإجزاء، أو النقص المانع الكمال، والصفتان العلم والورع، فإن شورك فيهما نظر إلى غير ذلك من الفضائل الشرعية، والخلقية، والمكانية، فالشرعية كالشرف في النسب والسن، والخلقية ككمال الصورة، ويلحق به حسن اللباس، والمكانية كمالك رقبة الدار أو منافعها، وقال ابن رشد في التقديم في الجنائز: يقدم الأعلم على الأفضل، لأن العلم مزية يقطع عليها، وقال أيضا: تقديم الحسن الصوت على كثير الفقه محذور، وعلى مساويه غير مكروه، وقال عياض: من صفات الإمام المستحبة حسن الصوت.
وإيقاع الصلاة في الجماعة سنة مؤكدة عند أكثر الشيوخ، ونقل ابن محرز عن بعض أصحابنا أنه فرض كفاية، وقيل هي مندوب إليها مؤكدة الفضل، قاله القاضي في التلقين، وابن العربي في العارضة، وقال ابن رشد: مستحبة للرجل في خاصته، فرض في الجملة، سنة بكل مسجد، نقله ابن ناجي.