قوله: وليسجدن من بعد أن يسلما، يعني به أنه يسجد لذلك بعد السلام، لاحتمال الزيادة، وهذا هو المشهور، وقال ابن لبابة -رحمه الله تعالى -يسجد قبل السلام، قال ابن ناجي: وبه أقول لنص النبي -صلى الله تعالى عليه وسلم -بذلك حسب ما هو في مسلم، يعني حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه -السابق، والله سبحانه وتعالى أعلم.
قوله: وهكذا من ساهيا تكلما، يعني به أن من تكلم أثناء صلاته ساهيا، يجبر ذلك بالسجود بعد السلام، إذا لم يكثر فإن كثر بطلت صلاته، والله سبحانه وتعالى أعلم.
٣٣٤ - ومن يك الشك له قد لازما ... فترْكه ما شك فيه حتما
٣٣٥ - وليسجدنْ بعدُ نعم إن جزما ... بأنه نسي بعضا تمما
٣٣٦ - وسجد البعدي وبالإتمام ... يؤمر من يسهو على الدوام
٣٣٧ - وليس يسجد ومن سهوا يدع ... ألجلسة الوسطى لفعلها رجع
٣٣٨ - إن يك من قبل الفراق باليدين ... للارض قد ذكرها والركبتين
٣٣٩ - وليتماد إن يك التذكر ... من بعد ذا وبالسجود يجبر
قوله: ومن يك الشك، إلى قوله: وسجد البعدي، يعني به أن من استنكحه الشك هل سهى عن شيء من صلاته أو لا، بأن كان يقع له ذلك كل يوم، فلا إصلاح عليه للمشقة والحرج، ويجب عليه أن يعرض عنه، ويؤمر أن يسجد كلما عرض له ذلك استحبابا بعد السلام على المشهور، وروى أبو مصعب أنه يسجد قبل السلام، وقال ابن نافع لا سجود عليه، وإن خالف وفعل ما شك فيه أثم ولم تبطل صلاته بذلك، وذكر ابن بشير أنه يبني على أول خاطريه، قال: وهذا لأنه في الخاطر الأول مساو للعقلاء، وفي ما بعد ذلك مخالف لهم، نقله في التاج.
وإذا تيقن في بعض الأوقات أنه سهى، فكغيره يصلح ويجبر، كنحو ما تقدم في صاحب السلس يبول بولا معتادا.