قوله: والنفخ جار عندهم مجرى الكلام، يعني به أن النفخ في معنى الكلام، فيبطل تعمده، ويسجد لسهوه، وروى علي أنه ليس كالكلام، ووفق بينهما بحمل الأول على ما يظهر منه حرف.
قوله: ولتعدن في الوقت إن أخطأتا قبلة، يريد به أن من كانت قبلته اجتهادية واجتهد، ثم ظهر بعد سلامه أنه صلى لغير جهة القبلة، فإنه يعيد في الوقت على المشهور الذي هو مذهب المدونة، وقال ابن سحنون - رحمهما الله تعالى - يعيد أبدا، وقال ابن مسلمة - رحمه الله تعالى - يعيد في الوقت إلا أن يستدبر فيعيد أبدا، وأما إذا كانت قبلته قبلة عيان، فإنه يعيد أبدا، وكذلك الذي لم يجتهد، والذي اجتهد وخالف اجتهاده، وإن صادف كل منهما، وأما من ظهر له خطؤه في القبلة الاجتهادية أثناء صلاته، فإما أن يكون بصيرا أو أعمى، فإن كان أعمى دار إليها وأتم صلاته، وإن كان بصيرا فإن كان انحرافه يسيرا فكذلك، وإن كان كثيرا، بأن خرج عن الجهة جملة، قطع، وقال أشهب يدور إليها أيضا، وأما إذا ظهر ذلك أثناء الصلاة في قبلة العيان، فإنه يقطع مطلقا، واختلف في الناسي، فقيل يعيد أبدا، وقيل في الوقت، وجعله ابن رشد المشهور، وجعله المشهور في الجاهل أيضا، والمراد الجاهل بأدلة القبلة، وأما الجاهل بحكم الاستقبال فيعيد أبدا اتفاقا.
قوله: أو بنجس صليتا أو فوقه، يعني به أن من صلى بالنجاسة في بدنه، أو ثيابه، أو مكانه، غير عالم بها، ثم علم ذلك بعد سلامه، وكذلك من صلى بثوب نجس - مثلا - لا يجد غيره، ثم وجد ثوبا طاهرا بعد سلامه، أو ما يطهر به النجاسة، يعيد في الوقت، وهو في الظهرين إلى الاصفرار، وفي العشاءين إلى طلوع الفجر، قال ابن يونس - رحمه الله تعالى -: الإعادة في الوقت استحباب، فأشبهت التنفل، فكما لا يتنفل إذا اصفرت الشمس، فكذلك لا يعيد فيه ما طلبت إعادته في الوقت، وكما جاز التنفل اليل كله، جازت الإعادة فيه، نقله في التاج.