٤٥٥ - ولكن النساء تُنهى عن ذهاب ... لها، متى يكنَّ في عصر الشباب
قوله: ولتقرأن جهرا البيتين، معناه أنه يستحب أن يقرأ في الركعة الأولى من صلاة الجمعة بسورة الجمعة، وفي الركعة الثانية بسورة (هل أتيك حديث الغاشية) قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: وفي المجموعة: قيل لمالك - رحمه الله تعالى -: سورة الجمعة سنة؟ قال: ما أدري ما سنة، ولكن من أدركنا كان يقرأ بها، إلى أن قال: وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه صلاها بالجمعة والمنافقون، وبالجمعة وهل أتيك، وسبح وهل أتيك، والكل في صحيح مسلم.
وقال أبو الحسن اللخمي في التبصرة: والقراءة فيها جهرا، قال مالك -رحمه الله تعالى -: أحب إلي أن يقرأ فيها بسورة الجمعة وهل أتيك.
وقال أيضا: يقرأ في الثانية بـ (سبح اسم ربك الأعلى) قال: وهم يقرؤون اليوم بالتي تلي الجمعة، قال الشيخ -رحمه الله تعالى -: وكل ذلك واسع، ليس في الثانية شيء موقت، وأما الأولى فينبغي أن يلتزم قراءة سورة الجمعة، لأن آخرها متضمن لوجوبها، ووجوب السعي لها، وترك البيع والشراء، ففي قراءتها تذكرة لوجوبها، وتحضيض على أن لا يفرط فيها.
وقال القاضي عبد الوهاب -رحمه الله تعالى -: المستحب أن يقرأ في الأولى بسورة الجمعة، خلافا لأبي حنيفة في قوله: إنها وغيرها سواء، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك ويداوم عليه، هو ومن مضى من السلف بعده، ولأن فيها ذكرا بالجمعة والحض عليها، وكثيرا من أحكامها من النداء لها، وتعليق السعي به، ومنع البيع بعده، وجواز الانتشار بعد الفراغ منه، ووجوب الخطبة والإنصات لها، فكان قراءتها أولى ليتجدد على أسماع الناس.