للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: ولكن النساء البيت، معناه أن الشواب يكره حضورهن الجمعة، إذا لم يكن فواتن، قال في المواهب: قال في الطراز: بعد أن ذكر لفظ المدونة، وحديث ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " (١) ما نصه: ولا فرق في ذلك بين صلاة النهار وصلاة اليل، لأن الحديث عام، مع أنه قد خرج مسلم في صحيحه عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: " لا تمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد باليل " وهذا لأن الصلاة المكتوبة في جماعة جاء فيها فضل كبير، وكذلك المشي إلى المساجد، فبالنساء أكبر حاجة إلى ذلك، كما بالرجال، ويرجع الحال إلى شأن المرأة، فإن عرف الرجل منها الديانة والصحة، فلا بأس أن يأذن لها في ذلك، وإن عرف منها المكر ولم يتحقق له أنها تريد المسجد، حتى يتحقق توجه الخطاب إليه، فله في ذلك مقال، وقد منع النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - من يوجد منها ريح البخور أن تخرج إليه باليل، (٢) وذكر حديث عائشة - رضي الله تعالى عنها - ثم قال: وقد كره مالك ذلك للشابة، ولعل هذا هو المعهود من عمل الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - فلا يعرف أن أبكارهن ومن ضاهاهن يخرجن إلى المسجد، ولو خرج جميع الناس لملأن المسجد، وعادلن الرجال في ذلك، ومثل ذلك كان يتصل به العمل في العادة، وكره في رواية أشهب ترداد المتجالة إليه، ورأى في غيرها أن تخرج إليه المرة بعد المرة، ثم قال: وخرج أبو داوود عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: " لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن " (٣)


(١) متفق عليه.
(٢) روى مسلم أن زينب الثقفية ـ رضي الله تعالى عنها ـ كانت تحدث عن رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ أنه قال: " إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة " ورواه النسائي والإمام أحمد.
(٣) ورواه أيضا الإمام أحمد، وهو حديث صحيح ..

<<  <   >  >>