٥٥٩ - وإن تضع ميْتا بقبر فعلى ... شقه الايمن خصوصا اجعلا
٥٦٠ - وانصب عليه لبِنا، وادع هنا ... للميت ضارعا بأن يؤمَّنا
قوله: ولا تغسلن شهيد المعترك البيتين، يعني به أن الشهيد في المعركة لا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يكفن، كما حصل في شهداء أحد، كما في الصحيح، (١) واختلف إذا لم يمت فورا، فقال مالك - رحمه الله تعالى - إن حيي حياة بينة، غسل وكفن وصلي عليه، وإن كان به رمق، وهو في غمرات الموت، فلا يغسل ولا يصلى عليه، وقال أشهب يغسل في كل ذلك ويصلى عليه، وقال سحنون - رحمه الله تعالى - إذا بقي في المعترك، وكانت له حياة بينة، حتى لا يقتل قاتله إلا بقسامة، غسل وصلي عليه، وقال ابن القصار - رحمه الله تعالى -: إذا عاش يوما أو أكثر، فأكل أو شرب، غسل وصلي عليه، قال اللخمي - رحمه الله تعالى -: فأما قول أشهب فليس بالبين، لأن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - لم يصل على قتلى أحد، وهم سبعون، والغالب أن موتهم مختلف، فلم يفرق، وقد قيل إن ترك الصلاة عليهم، لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فعلى هذا يكون قول سحنون - رحمه الله تعالى - حسنا، لأنه مات بقتل العدو، فدخل بذلك في عموم الآية، بخلاف من لم تنفذ مقاتله، لإمكان أن يكون مات من غير ذلك، ولأنه لو كان ذلك القتل من مسلم، لم يقتل قاتله إلا بقسامة.
(١) روى البخاري من حديث جابر ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن النبي ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ أمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلهم، ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة.