للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: وليس في الدعاء في الصلاة البيتين، معناه أنه لا يتعين في الدعاء للجنازة لفظ بعينه، على وجه الوجوب، فبأي لفظ دعا أجزأ، قال في التاج: وفي المدونة: هل وقت فيه مالك - رحمه الله تعالى - ثناء وغير ذلك؟ قال: ما علمت أنه قال إلا الدعاء للميت فقط، وفي حديث عوف عن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - أنه قال: " اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار " وقال عوف - رضي الله تعالى عنه -: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت، لدعاء رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - (١) وقيل لأبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -: كيف تصلي على الجنازة؟

فقال: أحمد الله سبحانه وتعالى، وأصلي على نبيه -صلى الله تعالى عليه وسلم -ثم أقول: اللهم إنه عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، (٢) قال مالك -رحمه الله تعالى -: هذا أحسن ما سمعت في الدعاء على الجنائز.


(١) رواه مسلم والترمذي والنساءئ وابن ماجة والإمام أحمد، واللفظ لمسلم.
(٢) رواه الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ بإسناد صحيح.

<<  <   >  >>