وقال بعضهم في توجيه ذلك: إن الداخل من كداء يأتي من وجهة البلد والكعبة، ويستقبلها من غير انحراف.
قوله: وينبغي بداره البيت، معناه أنه ينبغي أن يبادر إذا أتى مكة المكرمة إلى المسجد الحرام، لما في الصحيح عن عائشة -رضي الله تعالى عنها -من أن أول شيء بدأ به النبي -صلى الله تعالى عليه وسلم -حين قدم مكة المكرمة أن توضأ وطاف، (١) قال سيدي زروق -رحمه الله تعالى -: لأنه هو المقصود، فالتراخي عنه إساءة أدب، وقلة همة، فلا يقدم عليه إلا ما لا بد منه من حط رحله، والأكل الخفيف إن احتاج إليه، ثم إذا رفع بصره على جزء من البيت دعا بما تيسر.
قوله: وليدخل المسجد البيت، معناه أنه يستحب دخول المسجد الحرام من باب بني شيبة، وهو المعروف بباب السلام، قال ابن حبيب -رحمه الله تعالى -: دخل رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم -من باب بني شيبة، وخرج إلى الصفا من باب بني مخزوم، وهو المعروف اليوم بباب الصفا، وله خمس طاقات كلها سواء، وخرج إلى المدينة المنورة من باب بني سهم، وهو المعروف اليوم بباب العمرة.
قال سيدي زروق -رحمه الله تعالى -: وإذا دخل من باب بني شيبة قابله البيت ببابه، فقابله الحجر -بالكسر -والحجر -بالفتح -والمقام والملتزم، وكان زمزم عن يساره بغير بعد، فواجهه الخير كله بدخوله، وذلك أحد الوجوه في إيثاره، مع تيسر الأمر عليه، وإتيان البيوت من أبوابها والله سبحانه وتعالى أعلم.
قوله: وقبل الحجر البيتين، معناه أنه يسن إذا دخل المسجد الحرام أن يقبل الحجر، فإن لم يتمكن من تقبيله وضع يده عليه، ثم وضعها على فيه، من غير تقبيل.
٧٩٦ - ثمت بالبيت إذا وهو في ... ناحية اليسار سبعةً طُف
٧٩٧ - وخُبَّ في الثلاثة الأوائل ... والاربعَ الأُخَرَ مشْيا افعل
٧٩٨ - وقبلنْ بكل ذاك الحجرا ... متى تُحاذيه كما قد ذُكرا
٧٩٩ - كذلك الركن اليمانِ كلما ... حاذيتَه باليد منك استلما