الله تعالى عنهما -: كبرت علينا يا أمير المؤمنين، فاغتم وأسرع بكتاب إلى عامل اليمن يستحثه في حلتين على قدرهما، فبعث بهما فكساهما ذلك، وجعل عطاءهما مثل عطاء أبيهما - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - ابن حبيب: الحلة رداء ومئزر، أو رداء وجبة، لا ثوب واحد، إلى أن قال: فيها لابن القاسم: قال مالك: مر عمر - رضي الله تعالى عنه - ليلة فسمع صبيا، فقال لأهله: ما لكم لا ترضعونه، فقالوا: إن عمر لا يفرض للمنفوس حتى يفطم ففطمناه، فولى عمر - رضي الله تعالى عنه - قائلا: كدت والله تعالى أن أقتله، ففرض للمنفوس من يومئذ مائة درهم، ابن القاسم: ويبدأ بالمنفوس الفقير والداه، قال: وذكر مالك أن عمر - رضي الله تعالى عنه - كتب إلى عمرو بن العاص وهو بمصر زمن الرمادة وبلغني أنها كانت ست سنين: واغوثاه ثلاثا، فكتب له عمرو: لبيك لبيك لبيك، فكان يبعث إليه بالعير عليها الدقيق في العباء، فكان عمر يدفع البعير بحمله لأهل البيت يقول: كلوا دقيقه، والتحفوا العباء، وانحروا البعير، فائتدموا بشحمه، وكلوا لحمه، ابن حبيب: لما ولي عمر - رضي الله تعالى عنه - لم تكفه الدرهمان فزادوه درهمين، فلما فرض للعيال فرض لعياله، وترك الأربعة دراهم، وكان يكتسي من بيت المال، ويأخذ عطاءه مع أصحابه، ثم ترك ذلك وجعل طعامه من خالص ماله، فلما احتضر أمر بحصر ما أخذ من بيت المال، فوجد أربعة وثمانين ألفا، فأمر ابنه عبد الله أن يقضيها من صلب ماله، فإن لم يف فليستعن ببني عدي، فباع من ماله بعده بمثل ذلك، ثم أتى عثمان - رضي الله تعالى عنهما - فقال: قبلناها منك ووصلناك بها، قال: لا حاجة لي أن تصلني بأمانة عمر - رضي الله تعالى عنهم أجمعين -.