للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: وعظموا أجر الرباط البيت، يعني أن الرباط بالثغور، ورد فيه أجر عظيم، كحديث الصحيح " رباط يوم في سبيل الله تعالى خير من الدنيا وما عليها " (١) وحديث الصحيح أيضا " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان " (٢) وحديث الترمذي وغيره عن فضالة بن عبيد ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ قال: " كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله سبحانه وتعالى فإنه يُنْمى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن من فتنة القبر " قال: وسمعت رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه ولم ـ يقول: " المجاهد من جاهد نفسه " وهو حسن صحيح، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة، قال ابن عرفة - رحمه الله تعالى -: الرباط المقام حيث يخشى العدو بأرض الإسلام لدفعه، الباجي: ولو بتكثير السواد، الشيخ عن كتاب سحنون وغيره: قال مالك - رحمهم الله تعالى: ليس من سكن بأهله كالإسكندرية وطرابلس ونحوها من السواحل من المرابطين، إنما المرابط من خرج من منزله يرابط في نحر العدو حيث الخوف، ابن حبيب: قال مالك: سكان الثغور يريد الأهل والولد ليسوا بمرابطين، وذكر مثل ما تقدم، الباجي: وعندي أن من اختار استيطان ثغر للرباط فقط ولولا ذلك لأمكنه المقام بغيره له حكم الرباط، قال ابن عرفة: هو مقتضى نقل ابن الرقيق: أن سبب خط القيروان بمحلها رعي كون بينها وبين البحر أقل من مسافة القصر لتكون حرسا.

قوله: وحفظها البيت، معناه أن الرباط بالثغور فرض كفاية، فإذا قام به البعض سقط الطلب عن غيرهم، وإذا ضيع أثموا جميعا.


(١) متفق عليه من حديث سهل بن سعد الساعدي ـ رضي الله تعالى عنه ـ واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم " والغدوة يغدوها العبد في سبيل الله تعالى خير من الدنيا وما فيها "
(٢) رواه مسلم والإمام أحمد.

<<  <   >  >>