التمضمض: مصدر تمضمض، قال ابن عبد السلام: المضمضة قال ابن العربي: هي بضادين غير مشالتين معلومة، وفي اشتقاقها وجهان، قيل من مَضَني الدهر: عركني، فالمضمضة جعلك الماء في فيك وتحريكك إياه بلسانك من شدق إلى شدق، وقيل من تمضمض النوم في العين، قال ابن العربي: وأما المصمصة -بالصاد غير المعجمة ـ فأقل من المضمضة، قال أبو عبيد في الغريب: فرق ما بين المضمضة والمصمصة، كفرق ما بين القبضة والقبصة، لأن القضة أبلغ وأشد إتعابا.
وقال في الاستنشاق: جذبك الماء بخيشومك، من قولك: نَشَق يَنشِق إذا شم، وقال ابن عبد السلام في الاستنثار: طرح الماء من الأنف بعد استنشاقه، وقال ابن قتيبة مأخوذ من النثرة، وهي الأنف، نقله في شفاء الغليل.
وقد أشار بهذه الأبيات إلى أن أعمال الوضوء - غسلا ومسحا - على الصفة المعهودة والآتي ذكرها واجبة الأصل ما عدا خمسة أشياء، فهي سنن، الأول غسل اليدين قبل إدخالهما في الآنية، وما ذكره في ذلك من الاستنان هو المشهور، وقيل إنه مستحب كما في التوضيح، وبذلك عبر الجلاب في التفريع، ونصه: قال مالك يستحب لمن استيقظ من نومه غسل يديه قبل أن يدخلهما في إنائه، وكذلك كل منتقض الطهارة انتهى. قال سيدي زروق: وتأوله ابن عبد السلام بالسنة لأنها عبارة العراقيين عن السنة، وقد اختلف في الأمر بغسلهما هل هو تعبد أو تنظيف، قال ابن الحاجب: وفي كونه للعبادة أو للنظافة قولان لابن القاسم وأشهب، وعليهما من أحدث في أضعافه.
قال خليل: وعلى العبادة يغسلهما في أضعاف وضوئه ولو كان نظيف اليدين، ويحتاج إلى نية، ويغسلهما مفترقتين، وعلى النظافة خلافه في الجميع، هكذا قالوا، وفيه بحث على التنظيف، وذلك لأنه لِمَ لا يجوز أن يسن لنظيف اليد الغسل، ولو قلنا إنه تنظيف كما في غسل الجمعة، فإنه شرع أولا للنظافة مع أنا نأمر به من كان نظيف الجسد فانظر ما الفرق انتهى.