للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قال: ويجب على طالب العلم أن يخلص النية لله سبحانه وتعالى في طلبه، فإنه لا ينفع عمل لا نية لفاعله، قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " (١) وقال عليه الصلاة والسلام: " نية المؤمن خير من عمله " (٢) وقال: " فمن كانت هجرته إلى الله سبحانه وتعالى ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " (٣).

ثم ذكر بعض ما ورد من الوعيد الشديد في المراءي بعلمه، وذكر حديث الصحيح في الثلاثة الذين هم أول من تسعر به النار يوم القيامة، (٤) ثم قال: وهذا الوعيد - والله سبحانه وتعالى أعلم - إنما هو لمن كان أصل عمله الرياء والسمعة، فأما من كان أصل عمله لله سبحانه وتعالى، وعلى ذلك عقد نيته، فلا تضره إن شاء الله سبحانه وتعالى الخطرات التي تقع بالقلب ولا تملك، وقد سئل مالك وربيعة - رحمهما الله سبحانه وتعالى - عن الرجل يحب أن يلقى في طريق المسجد، ويكره أن يلقى في طريق السوق، فأما ربيعة فكره ذلك، وأما مالك فقال: إذا كان أول ذلك وأصله لله سبحانه وتعالى فلا بأس بذلك، إن شاء الله سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل: (وألقيت عليك محبة مني) وقال عز وجل: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين).


(١) متفق عليه.
(٢) رواه الطبراني، وهو حديث ضعيف.
(٣) متفق عليه.
(٤) رواه مسلم والترمذي والنسائي والإمام أحمد.

<<  <   >  >>