للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: وهكذا يجب أن البيت، معناه أنه يجب عليه الاستغفار لهما في حياتهما وبعد موتهما، لقوله سبحانه وتعالى: (وقل رب ارحمهما) والاستغفار بعد الموت خاص بالأبوين المسلمين، فلا يستغفر للكافرين بعد موتهما، لتبين أنهما من أصحاب الجحيم، وأما في حال الحياة فقال الحطاب في حاشيته: قال المهدوي: قال كثير من العلماء لا بأس أن يستغفر المؤمن لأبويه الكافرين، فأما إذا ماتا على الكفر تبين أنهما من أصحاب الجحيم، وقال ابن عطية: الاستغفار للمشرك الحي جائز، إذ يرجى إسلامه.

وقد جاء أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: " اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " (١) قال ابن ناجي - رحمه الله تعالى -: وقد أجمع العلماء على أن الميت ينتفع بالدعاء له وبالصدقة عليه، واختلف في قراءة القرآن على أربعة أقوال للعلماء، يفصل في الثالث بين أن يكون عند القبر، فينتفع به الميت، وإلا فلا، قال الفاكهاني: وذهب بعض الشافعية - وأظنه أبا المعالي - إلى أن القارئ إذا نوى أول قراءته أن يكون ثواب ما يقرؤه لفلان الميت كان كذلك، وإلا فلا، إذ ليس له أن ينقل ما ثبت ثوابه لغيره ... وقال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: قال ابن الحاج - رحمه الله تعالى - في المدخل: ومن أراد وصول قراءته بلا خلاف فليجعل ذلك دعاء، بأن يقول: اللهم أوصل ثواب ما أقرؤه إلى فلان.


(١) متفق عليه.

<<  <   >  >>