للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

معناه أن هذه الأحاديث الأربعة تضمنت جماع مكارم الأخلاق، وأزمة البر، ومفاتيح الخير، ومغاليق الشر، وهي حديث " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " (١) ولا يخفى أن متعلق النهي من خلاف ذلك هو الأمور الاختيارية، وأما ما يقع في القلب مما لا يملك فلا حرج فيه إن شاء الله سبحانه وتعالى إن كرهه ولم يعمل بمقتضاه، وقد جاء في الحديث الشريف " إن الله تبارك وتعالى تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به " (٢) وجاء في الحديث الشريف عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان يقسم بين نسائه فيعدل، ويقول: " اللهم هذا فعلي في ما أملك، فلا تلمني في ما تملك ولا أملك " (٣) وقال جل من قائل سبحانه وتعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) ومما يستعان به على حب أخيك استحضار أعماله الصالحة، والتماس المخارج الحسنة له في ما اشتبه من أمره، وتذكرك لسيئات أعمالك، وما تعلمه من شناعة حالك، وقد جاء في الموطإ عن عيسى ابن مريم - على نبينا وعليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم - أنه قال: لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناس مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله سبحانه وتعالى على العافية.


(١) متفق عليه.
(٢) متفق عليه واللفظ لمسلم.
(٣) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارمي والإمام أحمد، وإسناد الأخيرين صحيح.

<<  <   >  >>