قوله: ولازم اللجأ الأبيات الثلاثة، معناه إذا ثقل عليك انقياد نفسك، وشق عليك الخروج بها من وحل الشهوات، فلازم اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، مستيقنا أنه مالك ذلك، والقادر عليه، وأنه لا سهل إلا ما جعله سهلا، فحرٍ بمدمن القرع للأبواب أن يلج، ولا يؤيسك ما تعلمه من سيء عملك، فهو عفو يحب العفو، ورحمته وسعت كل شيء، وقال سبحانه وتعالى:(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا) وفي الصحيح أن رجلا قتل تسعا وتسعين نفسا، ثم ندم وسأل عابدا من عباد بني إسرائيل هل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله وأكمل به مائة، ثم سأل عالما من علمائهم هل له من توبة؟ فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة؟ ثم أمره بالذهاب إلى قرية يعبد الله سبحانه وتعالى فيها، فقصدها فأتاه الموت في أثناء الطريق، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأمر الله سبحانه وتعالى أن يقيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيهما كان أقرب فهو منها، فوجدوه أقرب إلى الأرض التي هاجر إليها بشبر، فقبضته ملائكة الرحمة، وذكر أنه نآ بصدره عند الموت، وأن الله تبارك وتعالى أمر البلدة الخيرة أن تقترب، وأمر الأخرى أن تتباعد، (١) وفي الصحيح أيضا " لولا أنكم تذنبون لخلق الله عز وجل قوما يذنبون فيغفر لهم " قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: ومن أحسن ما يذكر هنا قول ابن عطاء الله تعالى - رحمه الله تعالى -: من استغرب أن ينقذه الله تعالى من شهوته، وأن يخرجه من وجود غفلته، فقد استعجز قدرة إلهه، وكان الله على كل شيء مقتدرا.