قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر بغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال، وروى البخاري أن أبا بكر ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ:" إنك لست تصنع ذلك خيلاء " قال الحطاب في حاشيته: وأما الكم فقال القرافي: في شرح الجلاب: قال ابن شعبان في الزاهي: لا ينبغي أن يضيق الكم، والجمال أقرب عند الله عز وجل، وقد رد شريح شهادة رجل ضيق الكم، قال مالك ـ رحمه الله تعالى ـ: قصر الكم مثلة اهـ وقال في مختصر المدارك لابن رشيق: قال مالك: حياة الثوب طيه، وعيبه قصر أكمامه اهـ وروى الترمذي عن أم سلمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ كان أحب الثياب إلى رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ القميص، قال في العارضة: القميص ملبوس بكم ساتر، وسنته أن لا يطول كمه، ولا تبالي به كان جيبه مقدما، أو في الجنب، إلا أن يكون للناس عادة، فسلوكها أشبه بالمرء وأسلم له ثم قال: وترقيع الثوب كان من شعار الصالحين، وسنة المتقدمين، حتى اتخذته الصوفية شعارا، فجعلته من الجديد، وأنشأته مرقعا من أصله، وليس هذا بسنة بل بدعة عظيمة ... وأما النساء ففي الموطإ أن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - قالت حين ذكر الإزار: فالمرأة يا رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -؟ قال:" ترخيه شبرا " قالت أم سلمة - رضي الله تعالى عنها -: إذا ينكشف عنهن، قال: فذراعا لا تزيد عليه " (١)
(١) ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجة والدارمي والإمام أحمد، وهو حديث صحيح ..