للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الحطاب - رحمه الله تعالى -: وفي الحديث الثاني أنه يسلم على المرسل وعلى الرسول، فأما المرسل فظاهر كلام القرطبي أنه يجب رد السلام عليه، لقوله: فعليه، وهو كذلك، وأما الرسول فلم أر حكم الرد عليه إلا في كلام النووي - رحمه الله تعالى - فإنه جعله مستحبا، وهو ظاهر لكونه ليس بمسلم، إنما هو ناقل، قال: وفي باب السلام من مختصر المدونة لابن أبي زيد - رحمه الله تعالى - قيل لمالك - رحمه الله تعالى -: فالرجل يكتب إلى الرجل: أقرأ السلام فلانا، قال: أرجو أن يكون في سعة، وقد يكون له عذر ... قوله: وكرهت إضافة البيت، معناه أنه يكره أن يقول في الرد: سلام الله عليك، قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: والظاهر أنه إنما نهي عنه لإيهامه الإخبار عن تحقق السلام من الله سبحانه وتعالى، أو طلب السلام من الله سبحانه وتعالى عليه، وهي تحية النبوءة، وقد قال جل من قائل: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) ... ولا تختص كراهة ذلك بالرد كما هو مقتضى العلة، وهو صريح الشيخ في جامعه نقلا عن مالك - رحمهما الله سبحانه وتعالى - ونصه: ولا ينبغي أن يقال في السلام: سلام الله عليك، ولكن عليك السلام أو السلام عليكم.

قوله: وكرهت عندهمُ كذلكه البيت، معناه أن الزيادة في السلام على البركة مكروهة، وقد روى مالك - رحمه الله تعالى - في الموطإ عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه قال: كنت جالسا عند عبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - فدخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ثم زاد شيئا مع ذلك أيضا، قال ابن عباس - وهو يومئذ قد ذهب بصره -: من هذا؟ قالوا: هذا اليماني الذي يغشاك، فعرفوه إياه، قال: فقال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: إن السلام انتهى إلى البركة.

<<  <   >  >>