قَالَ أَبُو مُحَمَّد فِي هَذَا الْفَصْل بَيَان أَنه لَيْسَ إِلَيْهِ من الْأَمر شَيْء وَأَنه غير الْأَب كَمَا يَقُولُونَ بِخِلَاف دينهم فَإذْ هُوَ غير الْأَب وَكِلَاهُمَا إِلَه فهما إلهان اثْنَان متغايران أَحدهمَا قوي وَالْآخر ضَعِيف لِأَنَّهُ بِإِقْرَارِهِ لَيْسَ لَهُ قدرَة على تقريب أحد إِلَّا من وهب لَهُ ذَلِك الَّذِي يسمونه أَبَا وليت شعري كَيفَ يجْتَمع مَا ينسبون إِلَيْهِ هَهُنَا من الِاعْتِرَاف بِأَنَّهُ لَيْسَ بِيَدِهِ أَن يجلس أحد عَن يَمِينه وَلَا عَن شِمَاله وَإِنَّمَا هُوَ بيد الله تَعَالَى مَعَ مَا ينسبون إِلَيْهِ من أَنه قدر على إِعْطَاء مَفَاتِيح السَّمَوَات وَالْأَرْض لأنذل من وجد وَهُوَ باطرة وَأَنه يفعل كل مَا يَفْعَله الْأَب وَأَن الله تَعَالَى قد تَبرأ إِلَيْهِ من الحكم وَأَن الله تَعَالَى لَيْسَ يحكم بعد على أحد وَسَائِر تِلْكَ الفضائح الْمهْلكَة مَعَ تكاذبها وتدافعها وشهادتها بِأَنَّهَا لَيست من عِنْد الله وَلَا من عِنْد نَبِي أصلا لَكِن توليد كَذَّاب كَافِر ونعوذ بِاللَّه تَعَالَى
[فصل]
وَفِي الْبَاب الْحَادِي وَالْعِشْرين من إنجيل مَتى فَلَمَّا تداني الْمَسِيح من برشلام وَكَانَ فِي مَوضِع يُقَال لَهُ بَيت فاجي جوَار جبل الزَّيْتُون بعث رجلَيْنِ من تلاميذه وَقَالَ لَهما امضيا إِلَى الْحصن الَّذِي يقابلكما وستجدان فِيهِ حمارة مربوطة بفلوها