وأخوات أووالدا ووالدة أَو امْرَأَة أَو أَوْلَاد أَو فدادين لأجلي أَو لَا يعْطى مائَة ضعف مثله الْآن فِي هَذَا الزَّمَان من الْبيُوت والأخوة وَالْأَخَوَات والأمهات وَالْأَوْلَاد والفدادين مَعَ التَّبعَات وَفِي الْعَالم الْآتِي الْحَيَاة الدائمة
قَالَ أَبُو مُحَمَّد هَذَا موعد كَاذِب مَضْمُون لَا يُمكن الْوَفَاء بِهِ وهبك أَنهم يخرجُون هَذَا على أَنه يعوض هَذَا من أهل دينه أَوْلَادًا وإخوة وأخوات وَأُمَّهَات كَيفَ الْحِيلَة فِي وعده من آمن بِهِ وَترك مَاله أَن يعوض عَن الفدان الَّذِي يتْركهُ مائَة فدان وَعَن الْبَيْت مائَة بَيت الْآن عَاجلا فِي الدُّنْيَا سوى مَاله فِي الْآخِرَة وَهَذَا كَمَا ترى
فصل وَفِي الْبَاب الْعَاشِر من إنجيل مارقش أَن رجلا قَالَ للمسيح أَيهَا الْمعلم الصَّالح فَقَالَ لَهُ الْمَسِيح لم تَقول لي صَالح الله هُوَ الصَّالح وَحده وَفِي التَّاسِع من إنجيل يوحنا أَن الْمَسِيح قَالَ أَنا الرَّاعِي الصَّالح فَمرَّة ينكران يكون صَالحا وَأَن لَا صَالحا إِلَّا الله وَمرَّة يَقُول أَنه صَالح وكل هَذَا كذب عَلَيْهِ من توليد هَؤُلَاءِ الأنذال
فصل فِي آخر إنجيل مارقش أَن الْمَسِيح قَالَ لتلاميذه اذْهَبُوا إِلَى جَمِيع الدُّنْيَا وبشروا جَمِيع الْخَلَائق بالإنجيل فَمن آمن وَاعْتمد يكون سالما وَمن لم يُؤمن يُعَاقب وَهَذِه الْآيَات تصْحَب الَّذين يُؤمنُونَ وَهِي سِيمَاهُمْ على أسمى ينفون الْجِنّ ويتكلمون باللغات الجديدة ويقلعون الثعابين وَإِن شربوا شربة قتالة لن تَضُرهُمْ ويضعون أَيْديهم على المرضى فينقهون
قَالَ أَبُو مُحَمَّد فِي هَذَا الْفَصْل أعجوبتان من الْكَذِب إِحْدَاهمَا قَوْله بشروا بالإنجيل فَدلَّ هَذَا على إنجيل أَتَاهُم بِهِ الْمَسِيح وَلَيْسَ هُوَ عِنْدهم الْآن وَإِنَّمَا عِنْدهم أناجيل أَرْبَعَة مُتَغَايِرَة من تأليف أَرْبَعَة رجال معروفين لَيْسَ مِنْهَا إنجيل الا ألف بعد رفع الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام بأعوام كَثِيرَة ودهر طَوِيل فصح أَن ذَلِك الْإِنْجِيل الَّذِي أخبر الْمَسِيح بِأَنَّهُ أَتَاهُم بِهِ وَأمرهمْ بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ قد ذهب عَنْهُم لأَنهم لَا يعرفونه أصلا هَذَا مَا لَا يُمكن سواهُ والفصل الثَّانِي قَوْلهم أَنه وعد كل من آمن بِدُعَاء التلاميذ فَإِنَّهُم يَتَكَلَّمُونَ بلغات لم يعرفوها وَأَنَّهُمْ ينفون الْجِنّ عَن المجانين وَأَنَّهُمْ يضعون أَيْديهم على المرضى فينقهون وَأَنَّهُمْ يقلعون الثعابين وَإِن شربوا شربة قتالة لَا تَضُرهُمْ
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَهَذَا وعد ظَاهر الْكَذِب جهاراً مَا مِنْهُم أحد يتَكَلَّم بلغَة لم يعلمهَا وَلَا مِنْهُم أحد يَنْفِي جنياً وَلَا مِنْهُم أحد يضع يَده على مَرِيض فَيبرأ وَلَا مِنْهُم أحد يقْلع ثعباناً وَلَا مِنْهُم أحد يسْقِي السم فَلَا يُؤْذِيه وهم معترفون بِأَن يوحنا صَاحب الْإِنْجِيل قتل بالسم وحاشى لله أَن يَأْتِي نَبِي بمواعيد خاسئة كَاذِبَة فَكيف إِلَه فاعلموا أَن الأنذال الَّذين كتبُوا هَذِه الأناجيل كَانَ أسهل شَيْء عَلَيْهِم نِسْبَة الْكَذِب إِلَى الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام
فصل وَبعد هَذَا الْفَصْل مُتَّصِلا بِهِ والرب لما أَن تكلم بِهَذَا قبض إِلَى السَّمَاء وَجلسَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute