صلبا مَعَه كَانَا يستعجزانه وَفِي الْبَاب الموفى عشْرين من إنجيل لوقا وَكَانَ أحد اللصين المصلوبين مَعَه يسبه وَيَقُول إِن كنت أَنْت الْمَسِيح فَسلم نَفسك وَسلمنَا فَأَجَابَهُ الآخر وكشر عَلَيْهِ وَقَالَ أما تخَاف الله وَأَنت فِي آخر عمرك وَفِي هَذِه الْعقُوبَة أما نَحن فكوفئنا بِمَا استوجبنا وَهَذَا لَا ذَنْب لَهُ ثمَّ قَالَ ليسوع يَا سَيِّدي اذْكُرْنِي إِذا نلْت ملكوتك فَقَالَ لَهُ يسوع أَمِين أَقُول لَك الْيَوْم تكون معي فِي الْجنَّة
قَالَ أَبُو مُحَمَّد إِحْدَى القضيتين كذب بِلَا شكّ لِأَن مَتى ومارقش أخبر بِأَن اللصين جَمِيعًا كَانَا يسبانه ولوقا يخبر بِأَن أَحدهمَا كَانَ يغبه وَالْآخر كَانَ يُنكر على الَّذِي يسبه ويؤمن بِهِ والصادق لَا يكذب فِي مثل هَذَا وَلَيْسَ يُمكن هَا هُنَا إِن يَدعِي أَن أحد اللصين سبه فِي وَقت وآمن بِهِ فِي آخر لِأَن سِيَاق خبر لوقا يمْنَع من ذَلِك ويخبر أَنه أنكر على صَاحبه سبه إِنْكَار من لم يساعده قطّ على ذَلِك وَكلهمْ مُتَّفق على أَن كَلَام اللصين وهم ثَلَاثَتهمْ مصلوبون على الْخشب فَوَجَبَ ضَرُورَة أَن لوقا كذب أَو كذب من أخبرهُ أَو أَن مَتى كذب وَكذب مارقش أَو الَّذِي أخبرهُ وَلَا بُد
[فصل]
وَفِي آخر إنجيل مَتى بعد أَن ذكر صلب الْمَسِيح وإنزاله برغبة يُوسُف الراماوي العريف وَدَفنه فِي قبر جَدِيد محفور فِي صَخْرَة وغطاه بصخرة عَظِيمَة وَفِي آخر إنجيل مارقش بعد أَن ذكر صلب الْمَسِيح وإنزاله برغبة يُوسُف الراماوي العريف وَدَفنه فِي قبر عشَاء الْجُمُعَة والسبت دَاخل وَفِي آخر إنجيل لوقا بعد أَن ذكر صلب الْمَسِيح وَأَن يُوسُف الراماوي أَتَى أول اللَّيْل فَرغب فِيهِ فَأَجَابَهُ بلاطش إِلَى إنزاله فأنزله وَجعله فِي قبر جَدِيد وَفِي آخر إنجيل يوحنا بعد أَن ذكر صلب الْمَسِيح وَأَن يوحنا الراماوي رغب فِيهِ وأنزله فِي قبر فِي بُسْتَان ثمَّ قَالَ مَتى وَعند الْعشَاء لَيْلَة السبت الَّتِي تصح فِي يَوْم الْأَحَد اقبلت مَرْيَم المجدلانية وَمَرْيَم الْأُخْرَى لمعاينة الْقَبْر فتزلزل بهما الْموضع زَلْزَلَة عَظِيمَة ثمَّ نزل ملك السَّيِّد من السَّمَاء وَأَقْبل وَرفع الصَّخْرَة وَقعد عَلَيْهَا وَكَانَ منظره كمنظر الْبَرْق وثيابه أنصع بَيَاضًا من الثَّلج فَمن خَوفه صقع الحرس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute