الزنْجِي والغراب وَالثَّوْب لَيْسَ شَيْء من ذَلِك أسود وكل ذَلِك يرى ولون كل مَا ذكرنَا لون غير السوَاد إِلَّا أَنه سمي باسم السوَاد مجَازًا وَقَالَ بَعضهم السوَاد اسْم مُشْتَرك يَقع على الظلمَة وَيَقَع على لون الزنْجِي والغراب وَالثَّوْب فَكل ظلام سَواد وَلَيْسَ كل سَواد ظلاماً فَإِن عنيت بِالسَّوَادِ لون الزنْجِي والغراب وَالثَّوْب فَهُوَ يرى وَهُوَ غير الظلمَة وَإِن عنيت بِالسَّوَادِ الظلمَة فَهُوَ لَا يرى وَقَالَ بَعضهم الظلمَة لَا ترى وَلَيْسَت سواداً أصلا والسواد شَيْء آخر غير الظلمَة وَهُوَ لون يرى وَقَالَ بَعضهم الظلمَة والسواد شَيْء وَاحِدًا وَكِلَاهُمَا يرى وأقروا بِأَن الْأَعْمَى والأكمة والمفقوء الْعَينَيْنِ والمطبق الْعَينَيْنِ يرى الظلمَة