مقَالَة الْأَنْبِيَاء قُلُوبهم أما كَانَ هَذَا وَاجِبا أَن يلقاه الْمَسِيح وَبعد ذَلِك يبلغ إِلَى عَظمته
قَالَ أَبُو مُحَمَّد فَهَؤُلَاءِ أَصْحَابه يَقُولُونَ أَنه كَانَ نَبيا عِنْد الله وَعند النَّاس وَهُوَ يسمع بزعمهم وَلَا يُنكر ذَلِك فَهَلا قَالُوا فِيهِ هَكَذَا لقد طمس الشَّيْطَان أبصار قُلُوبهم ولوي ألسنتهم عَن أَن يَقُولُوا ذَلِك وَلَا مرّة فِي الدَّهْر بل يكذبونه أَشد التَّكْذِيب وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل
[فصل]
وَفِي إنجيل مَتى ومارقش ولوقا أَنه قبل أَخذه سجد ودعا وَقَالَ يَا أبي كل شَيْء عنْدك مُمكن فاعفني من هَذِه الكأس لَكِن لَا أسأَل إرادتي لَكِن إرادتك زَاد لوقا فِي إنجيله قَالَ فتراءى لَهُ ملك السَّيِّد معزيا لَهُ فَأطَال صلَاته حَتَّى سَالَ الْعرق مِنْهُ وتساقطت نقطه كتساقط نقط الدَّم إِذا انسكب فِي الأَرْض وَفِي إنجيل مَتى ومارقش أَنه صَاح بِأَعْلَى صَوته وَهُوَ مصلوب إلهي إلهي لم اسلمتني ثمَّ فاضت نَفسه
قَالَ أَبُو مُحَمَّد فيا للنَّاس أهذه صفة إِلَه وَهل يحْتَاج الْإِلَه إِلَى ملك يعزيه وَهل يَدْعُو الْإِلَه فِي أَن يصرف عَنهُ كأس الْمنية وإله يعرق من صعوبة الْحَال إِذا أَيقَن بِالْمَوْتِ وإله يُسلمهُ إِلَه أَفِي الْحمق شَيْء يفوق هَذَا فَإِن قَالُوا لنا إِنَّمَا هَذَا كُله خبر عَن الطبيعة الناسوتية قُلْنَا لَهُم أَنْتُم تَقولُونَ فِي كل هَذَا فعل الْمَسِيح وَقَالَ الْمَسِيح والمسيح عنْدكُمْ طبيعتان ناسوتية ولاهوتية وَعند اليعقوبية مِنْكُم طبيعة وَاحِدَة وكلكم تَقولُونَ أَن اللاهوت اتَّحد بالناسوت فَأنْتم كَذبْتُمْ وَأَنْتُم طرقتم إِلَى هَذَا وَأَنْتُم أضفتم كل هَذَا إِلَى اللاهوت وَإِنَّمَا كَانَ الْحق على أصلكم هَذَا الملعون أَن تَقولُوا فعل نصف الْمَسِيح وَقَالَ نصف الْمَسِيح فعلى كل حَال فعلى كل حَال قد كَذبْتُمْ وسخفتم فِي هَذَا كِفَايَة لمن عقل
وَفِي أول إنجيل يوحنا وَهُوَ أعظم الأناجيل كفرا وأشدها تناقضاً وأتمها رعونة فَأول كلمة فِيهِ فِي البدء كَانَت الْكَلِمَة والكلمة كَانَت عِنْد الله وَالله كَانَ الْكَلِمَة بهَا خلقت الْأَشْيَاء وَمن دونهَا لم يخلق شَيْء فَالَّذِي خلق فَهُوَ حَيَاة فِيهَا
قَالَ أَبُو مُحَمَّد فَهَل سمع بأعظم سخفاً وَأتم تناقضاً من هَذَا الْكَلَام كَيفَ تكون الْكَلِمَة هِيَ الله وَتَكون عِنْد الله فَالله إِذا كَانَ عِنْد نَفسه ثمَّ قَوْله أَن الَّذِي خلق بِالْكَلِمَةِ هُوَ حَيَاة فِيهَا فعلى هَذَا حَيَاة الله مخلوقة فَروح الْقُدس على نَص كَلَام هَذَا الرجل مَخْلُوق لِأَن روح الْقُدس عِنْد جَمِيعهم هُوَ حَيَاة الله وَهَذَا خلاف قَول جَمِيع النَّصَارَى لِأَن الْحَيَاة الَّتِي فِي الْكَلِمَة مخلوقة بِنَصّ كَلَام يوحنا وَالله بِنَصّ كَلَام يوحنا هُوَ الْكَلِمَة وَهَذَا هدم لملة النَّصَارَى من قرب أَطَم من هَذَا كُله إِذْ كَانَت حَيَاة الْكَلِمَة مخلوقة والكلمة هِيَ الله فَالله حَامِل لأعراض مخلوقة فِيهِ فاعجبوا ثمَّ اعجبوا وَبعد هَذَا الْفَصْل على مَا نورد إِن شَاءَ الله تَعَالَى والكلمة كَانَت بشرا مَعَ قَوْله الْكَلِمَة هِيَ الله فَالله بشر على نَص كَلَام هَذَا النذل يوحنا عَلَيْهِ من الله اللعائن المتواترة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute