للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَيْضا كَذَلِك وَفِي بني تَمِيم وَبني أَسد الْجُمْهُور من الْمُسلمين وَطَائِفَة رَابِعَة توقفت فَلم تدخل فِي أحد من الطوائف الْمَذْكُورَة وبقوا يتربصون لمن تكون الْغَلَبَة كمالك بن نُوَيْرَة وَغَيره فَأخْرج إِلَيْهِم أَبُو بكر الْبعُوث فَقتل مُسَيْلمَة وَقد كَانَ فَيْرُوز وذاذوية الفارسيان الفاضلان رَضِي الله عَنْهُمَا قتلا الْأسود الْعَنسِي فَلم يمض عَام وَاحِد حَتَّى رَاجع الْجَمِيع الْإِسْلَام أَوَّلهمْ عَن آخِرهم وَأسْلمت سجَاح وطليحة وَغَيرهم وَإِنَّمَا كَانَت نزغة من الشَّيْطَان كنار اشتعلت فأطفأها الله للْوَقْت ثمَّ مَاتَ أَبُو بكر وَولي عمر ففتحت بِلَاد الْفرس طولا وعرضاً وَفتحت الشَّام كلهَا والجزيرة ومصر كلهَا وَلم يبْق إِلَّا وبنيت فِيهِ الْمَسَاجِد وَنسخت فِيهِ الْمَصَاحِف وَقَرَأَ الْأَئِمَّة الْقُرْآن وَعلمه الصّبيان فِي الْمكَاتب شرفا وغرباً وَبَقِي كَذَلِك عشرَة أَعْوَام وأشهراً والمؤمنون كلهم لَا اخْتِلَاف بَينهم فِي شَيْء بل مِلَّة وَاحِدَة ومقالة وَاحِدَة وَإِن لم يكن عِنْد الْمُسلمين إِذْ مَاتَ عمر مائَة ألف مصحف من مصر إِلَى الْعرَاق إِلَى الشَّام إِلَى الْيمن فَمَا بَين ذَلِك فَلم يكن أقل ثمَّ ولي عُثْمَان فزادت الْفتُوح واتسع الْأَمر فَلَو رام أحد إحصاء مصاحف أهل الْإِسْلَام مَا قدر وَبَقِي كَذَلِك اثْنَي عشر عَاما حَتَّى مَاتَ وبموته حصل الِاخْتِلَاف وَابْتِدَاء أَمر الروافض وَاعْلَمُوا أَنه لَو رام الْيَوْم أحد أَن يزِيد فِي شعر النَّابِغَة أَو شعر زُهَيْر كلمة أَو ينقص أُخْرَى مَا قدر لِأَنَّهُ كَانَ يفتضح الْوَقْت وتخالفه النّسخ المثبوتة فَكيف الْقُرْآن فِي الْمَصَاحِف وَهِي من آخر الأندلس وبلاد البربر وبلاد السودَان إِلَى آخر السَّنَد وكابل وخراسان وَالتّرْك والصقالبة وبلاد الْهِنْد فَمَا بَين ذَلِك فَظهر حمق الرافضة ومجاهرتها بِالْكَذِبِ وَمِمَّا يبين كذب الروافض فِي ذَلِك أَن عَليّ بن أبي طَالب الَّذِي هُوَ عِنْد أَكْثَرهم إِلَه خَالق وَعند بَعضهم نَبِي نَاطِق وَعند سَائِرهمْ إِمَام مَعْصُوم مَفْرُوضَة طَاعَته ولي الْأَمر وَملك فَبَقيَ خَمْسَة أَعْوَام وَتِسْعَة أشهر خَليفَة مُطَاعًا ظَاهر الْأَمر سَاكِنا بِالْكُوفَةِ مَالِكًا للدنيا حاشى الشَّام ومصر إِلَى الْفُرَات وَالْقُرْآن يقْرَأ فِي الْمَسَاجِد فِي كل مَكَان وَهُوَ يؤم النَّاس بِهِ والمصاحف مَعَه وَبَين يَدَيْهِ فَلَو رأى فِيهِ تبديلاً كَمَا تَقول الرافضة وَكَانَ يقرهم على ذَلِك ثمَّ إِلَى ابْنه الْحسن هُوَ عِنْدهم كأبيه فَجرى على ذَلِك فَكيف يسوغ لهَؤُلَاء النوكي أَن يَقُولُوا أَن فِي الْمُصحف حرفا زَائِدا أَو نَاقِصا أَو مبدلاً مَعَ هَذَا وَلَقَد كَانَ جِهَاد من حرف الْقُرْآن وَبدل الْإِسْلَام أوكد عَلَيْهِ من قتال أهل الشَّام الَّذين إِنَّمَا خالفوه فِي رَأْي يسير رَأَوْهُ ورأي خلَافَة فَقَط فلاح كذب الرافضة ببرهان لَا محيد عَنهُ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين

قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَنحن إِن شَاءَ الله تَعَالَى نذْكر صفة وُجُوه النَّقْل الَّذِي عِنْد الْمُسلمين لكتابهم وَدينهمْ لما نقلوه عَن أئمتهم حَتَّى يقف عَلَيْهِ الْمُؤمن وَالْكَافِر والعالم وَالْجَاهِل عيَانًا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فيعرفون أَيْن نقل سَائِر الْأَدْيَان من نقلهم فَنَقُول وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق إِن نقل الْمُسلمين لكل مَا ذكرنَا يَنْقَسِم أقساماً سِتَّة أَولهَا شَيْء يَنْقُلهُ أهل الْمشرق وَالْمغْرب عَن أمثالهم جيلاً جيلاً لَا يخْتَلف فِيهِ مُؤمن وَلَا كَافِر منصف غير معاند للمشاهد وَهُوَ الْقُرْآن الْمَكْتُوب فِي الْمَصَاحِف فِي شَرق الأَرْض وغربها لَا يَشكونَ وَلَا يَخْتَلِفُونَ فِي أَن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب أُتِي بِهِ وَأخْبر أَن الله

<<  <  ج: ص:  >  >>