قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَحمل الْكَلَام على ظَاهره الَّذِي وضع لَهُ فِي اللُّغَة فرض لَا يجوز تعديه إِلَّا بِنَصّ أَو إِجْمَاع لِأَن من فعل غير ذَلِك أفسد الْحَقَائِق كلهَا والشرائع كلهَا والمعقول كُله فَإِن قَالَ قَائِل إِن حمل اللَّفْظ على الْمَعْهُود أولى من حمله على غير الْمَعْهُود قيل لَهُ الأولى فِي ذَلِك حمل الْأُمُور على معهودها فِي اللُّغَة مَا لم يمْنَع من ذَلِك نَص أَو إِجْمَاع أَو ضَرُورَة لم يَأْتِ نَص وَلَا إِجْمَاع وَلَا ضَرُورَة تمنع مَا ذكرنَا فِي معنى النّظر وَقد وافقتنا الْمُعْتَزلَة على أَنه لَا عَالم عندنَا إِلَّا بضمير وَأَنه لَا فعال إِلَّا بمعاناة وَلَا رَحِيم إِلَّا برقة قلب ثمَّ أَجمعُوا على أَن الله تَعَالَى عَالم بِكُل مَا يكون بِلَا ضمير وَأَنه عز وَجل فعال بِلَا معاناة وَرَحِيم بِلَا رقة فَأَي فرق بَين تجويزهم مَا ذكرنَا وَبَين تجويزهم رُؤْيَة ونظراً بِقُوَّة غير الْقُوَّة الْمَعْهُودَة لَوْلَا الخذلان وَمُخَالفَة الْقُرْآن وَالسّنَن نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك وَقد قَالَ بعض الْمُعْتَزلَة أخبرونا إِذا رُؤِيَ الْبَارِي أكله يرى أم بعضه