للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ أهل السّنة وَالْحُسَيْن النجار وَأَصْحَابه وَبشر ابْن غياث المريسي وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن ابْن كيسَان الْأَصَم الْبَصْرِيّ وغيلان ابْن مَرْوَان الدِّمَشْقِي القدري وَمُحَمّد بن شبيب وَيُونُس بن عمرَان وَأَبُو الْعَبَّاس الناشي والأشعري وَأَصْحَابه وَمُحَمّد بن كرام وَأَصْحَابه أَن الْكفَّار مخلدون فِي النَّار وَأَن الْمُؤمنِينَ كلهم فِي الْجنَّة وَإِن كَانُوا أَصْحَاب كَبَائِر مَاتُوا مصرين عَلَيْهَا وَأَنَّهُمْ طَائِفَتَانِ طَائِفَة يدْخلُونَ النَّار ثمَّ يخرجُون مِنْهَا أَي من النَّار إِلَى الْجنَّة وَطَائِفَة لَا تدخل النَّار إِلَّا أَن كل من ذكرنَا قَالُوا لله عز وَجل أَن يعذب من شَاءَ من الْمُؤمنِينَ أَصْحَاب الْكَبَائِر بالنَّار ثمَّ يدخلهم الْجنَّة وَله أَن يغْفر لَهُم ويدخلهم الْجنَّة بِدُونِ أَن يعذبهم ثمَّ افْتَرَقُوا فَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم وَهُوَ مُحَمَّد بن شبيب وَيُونُس والناشي إِن عذب الله تَعَالَى وَاحِدًا من أَصْحَاب الْكَبَائِر عذب جَمِيعهم وَلَا بُد ثمَّ أدخلهم الْجنَّة وَإِن عفر لوَاحِد مِنْهُم غفر لجميعهم وَلَا بُد وَقَالَت طَائِفَة بل يعذب من يَشَاء وَيغْفر لمن يَشَاء وَإِن كَانَت ذنوبهم كَثِيرَة مستوية وَقد يغْفر لمن هُوَ أعظم جرما ويعذب من هُوَ أقل جرما وَقَالَ ابْن عَبَّاس وَابْن عمر رَضِي الله عَنْهُم يغْفر لمن يَشَاء من أَصْحَاب الْكَبَائِر ويعذب من يَشَاء مِنْهُم إِلَّا الْقَاتِل عندا فَإِنَّهُ مخلد فِي النَّار أبدا وَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم من لقى الله عز وَجل مُسلما نَائِبا من كل كَبِيرَة أَو لم يكن عمل كَبِيرَة قطّ فسيئآته كلهَا مغفورة وَهُوَ من أهل الْجنَّة لَا يدْخل النَّار وَلَو بلغت سيئآته مَا شَاءَ الله أَن تبلغ وَمن لقى الله عز وَجل وَله كَبِيرَة لم يتب مِنْهَا فَأكْثر فَالْحكم فِي ذَلِك الموازنة فَمن فَمن رجحت حَسَنَاته على كبائره وسيئآته فَإِن كبائره كلهَا تسْقط وَهُوَ من أهل الْجنَّة لَا يدْخل النَّار وَإِن اسْتَوَت حَسَنَاته مَعَ كبائره وسيئآته فَهَؤُلَاءِ أهل الْأَعْرَاف وَلَهُم وَقْفَة وَلَا يدْخلُونَ النَّار ثمَّ يدْخلُونَ الْجنَّة وَمن رجحت كبائره وسيئآته بحسناته فَهَؤُلَاءِ مجازون بِقدر مَا رجح لَهُم من الذُّنُوب فَمن لفحة وَاحِدَة إِلَى بَقَاء خمسين ألف سنة فِي النَّار ثمَّ يخرجُون مِنْهَا إِلَى الْجنَّة بشفاعة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبرحمة الله تَعَالَى وكل من ذكرنَا يجازون فِي الْجنَّة بعد بِمَا فضل لَهُم من الْحَسَنَات وَأما من يفضل لَهُ حَسَنَة من أهل الْأَعْرَاف فَمن دونهم وكل من خرج النَّار بالشفاعة وبرحمة الله تَعَالَى فهم كلهم سَوَاء فِي الْجنَّة مِمَّن رجحت لَهُ حَسَنَة فَصَاعِدا

(قَالَ أَبُو مُحَمَّد) فَأَما من قَالَ صَاحب الْكَبِيرَة يخلد وَصَاحب الذَّنب كَذَلِك فَإِن حجتهم قَول الله عز وَجل

{أَلا إِن أَوْلِيَاء الله لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ}

وَقَوله تَعَالَى {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ خير مِنْهَا وهم من فزع يَوْمئِذٍ آمنون وَمن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فكبت وُجُوههم فِي النَّار} وَقَوله تَعَالَى {وَالَّذين كسبوا السَّيِّئَات جَزَاء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا وترهقهم ذلة مَا لَهُم من الله من عَاصِم كَأَنَّمَا أغشيت وُجُوههم قطعا من اللَّيْل مظلماً أُولَئِكَ أَصْحَاب النَّار هم فِيهَا خَالدُونَ} وَقَوله تَعَالَى {وَمن يعْص الله وَرَسُوله ويتعد حُدُوده يدْخلهُ نَارا خَالِدا فِيهَا} وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَمن يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم خَالِدا فِيهَا وَغَضب الله عَلَيْهِ ولعنه وَأعد لَهُ عذَابا عَظِيما}

<<  <  ج: ص:  >  >>