للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِمن حضرها فَهُوَ مَعْدُود فيهم ثمَّ كَانَت لَهُ فتوحات فِي الْإِسْلَام عَظِيمَة لم تكن لعَلي وسيرة فِي الْإِسْلَام هادية وَلم يتسبب بسفك دم مُسلم وَجَاءَت فِيهِ آثَار صِحَاح وَأَن الْمَلَائِكَة تَسْتَحي مِنْهُ وَأَنه وَمن أتبعه على الْحق وَالَّذِي صَحَّ من فَضَائِل عَليّ فَهُوَ قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى إِلَّا أَنه لَا نَبِي بعدِي وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يحب الله وَرَسُوله وَيُحِبهُ الله وَرَسُوله وَهَذِه صفة وَاجِبَة لكل مُؤمن وفاضل وَعَهده عَليّ السَّلَام أَن عليا لَا يُحِبهُ إِلَّا مُؤمن وَلَا يبغضه إِلَّا مُنَافِق وَقد صَحَّ مثل هَذِه فِي الْأَنْصَار رَضِي الله عَنْهُم أَنه لَا يبغضهم من مُؤمن بِاللَّه وباليوم الآخر وَأما من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ فَلَا يَصح من طَرِيق الثِّقَات أصلا وَأما سَائِر الْأَحَادِيث الَّتِي تتَعَلَّق بهَا الرافضة فموضوعة يعرف ذَلِك من لَهُ أدنى علم بالأخبار ونقلتها

(قَالَ أَبُو مُحَمَّد) ونقول بِفضل الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين بعد عمر بن الْخطاب قطعا إِلَّا أننا لَا نقطع بِفضل أحد مِنْهُم على صَاحبه كعثمان بن عَفَّان وَعُثْمَان بن مظغون وَعلي وجعفر وَحَمْزَة وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَمصْعَب بن عُمَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَعبد الله بن مَسْعُود وَسعد وَزيد بن حَارِثَة وَأبي عُبَيْدَة وبلال وَسَعِيد بن زيد وعمار بن يَاسر وَأبي سَلمَة وَعبد الله بن جحش وَغَيرهم من نظرائهم ثمَّ بعد هَؤُلَاءِ أهل الْعقبَة ثمَّ أهل بدر ثمَّ أهل الْمشَاهد كلهَا مشهداً مشهداً فَأهل كل مشْهد أفضل من أهل المشهد الَّذِي بعده حَتَّى بلغ الْأَمر إِلَى الْحُدَيْبِيَة فَكل من تقدم ذكره من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار رَضِي الله عَنْهُم إِلَى تَمام بيعَة الرضْوَان فإننا نقطع على غيب قُلُوبهم وَأَنَّهُمْ كلهم مُؤمنُونَ صَالِحُونَ مَاتُوا على الْإِيمَان وَالْهدى وَالْبر كلهم من أهل الْجنَّة لَا يلج أحد مِنْهُم النَّار الْبَتَّةَ لقَوْل الله تَعَالَى {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ المقربون فِي جنَّات النَّعيم} وَكَقَوْلِه عز وَجل {لقد رَضِي الله عَن الْمُؤمنِينَ إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة فَعلم مَا فِي قُلُوبهم فَأنْزل السكينَة عَلَيْهِم}

(قَالَ أَبُو مُحَمَّد) فَمن أخبرنَا الله عز وَجل أَنه علم مَا فِي قُلُوبهم رَضِي الله عَنْهُم وَأنزل السكينَة عَلَيْهِم فَلَا يحل لأحد التَّوَقُّف فِي أَمرهم وَلَا الشَّك فيهم الْبَتَّةَ وَلقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يدْخل النَّار أحد بَايع تَحت الشَّجَرَة إِلَّا صَاحب الْجمل الْأَحْمَر ولإخباره عَلَيْهِ السَّلَام أَنه لَا يدْخل النَّار أحد شهد بَدْرًا ثمَّ تقطع على أَن كل من صحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بنية صَادِقَة وَلَو سَاعَة فَإِنَّهُ من أهل الْجنَّة لَا يدْخل النَّار لتعذيب إِلَّا أَنهم لَا يلحقون بِمن أسلم قبل الْفَتْح وَذَلِكَ لقَوْل الله عز وَجل {لَا يَسْتَوِي مِنْكُم من أنْفق من قبل الْفَتْح وَقَاتل أُولَئِكَ أعظم دَرَجَة من الَّذين أَنْفقُوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الْحسنى} وَقَالَ تَعَالَى {وعد الله لَا يخلف الله وعده} وَقَالَ تَعَالَى {إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحسنى أُولَئِكَ عَنْهَا مبعدون لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا وهم فِي مَا اشتهت أنفسهم خَالدُونَ لَا يحزنهم الْفَزع الْأَكْبَر وتتلقاهم الْمَلَائِكَة هَذَا يومكم الَّذِي كُنْتُم توعدون} فصح بِالضَّرُورَةِ أَن كل اتّفق قبل الْفَتْح وَقَاتل فَهُوَ مَقْطُوع على غيبه لتفضيل الله تَعَالَى إيَّاهُم وَالله تَعَالَى لَا يفضل إِلَّا مُؤمنا فَاضلا وَأما من أتفق بعد الْفَتْح وَقَاتل فقد كَانَ فيهم مُنَافِقُونَ لم يعلمهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكيف نَحن قَالَ تَعَالَى {وَمِمَّنْ حَوْلكُمْ من الْأَعْرَاب مُنَافِقُونَ وَمن أهل الْمَدِينَة مَرَدُوا على النِّفَاق لَا تعلمهمْ نَحن نعلمهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مرَّتَيْنِ ثمَّ يردون إِلَى عَذَاب عَظِيم}

(قَالَ أَبُو مُحَمَّد) فَلهَذَا لم نقطع على كل امريء مِنْهُم بِعَيْنِه لَكِن نقُول كل من لم يكن منههم

<<  <  ج: ص:  >  >>