بِرَأْي الصفرية لِأَن أمره لم يطلّ أسر أثر خُرُوجه وَقتل وَقَالَت النجدات وهم أَصْحَاب نجدة بن عويم الْحَنَفِيّ لَيْسَ على النَّاس أَن يتخذوا اماما انما هم عَلَيْهِم أَن يتعاطوا الْحق بَينهم وَقَالُوا من ضعف عَن الْهِجْرَة إِلَى عَسْكَرهمْ فَهُوَ مُنَافِق وَاسْتَحَلُّوا دم الْعقْدَة واموالهم وَقَالُوا من كذب كذبة صَغِيرَة أَو عمل عملا صَغِيرا فأصر على ذَلِك فَهُوَ كَافِر مُشْرك وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي الْكَبَائِر وَأَن من عمل من الْكَبَائِر غير مصر عَلَيْهَا فَهُوَ مُسلم وَقَالَ جَائِز أَن يعذب الله الْمُؤمنِينَ بِذُنُوبِهِمْ لَكِن فِي غير النَّار وَأما النَّار فَلَا وَقَالُوا أَصْحَاب الْكَبَائِر مِنْهُم لَيْسُوا كفَّارًا وَأَصْحَاب الْكَبَائِر من غَيرهم كفار وَقد بادت النجدات وَقَالَت طَائِفَة من الصفرية بِوُجُوب قتل كل من أمكن قَتله من مُؤمن عِنْدهم أَو كَافِر وَكَانُوا يؤلون الْحق بِالْبَاطِلِ وَقد بادت هَذِه الطَّائِفَة وَقَالَت الميمونية وهم فرقة من العجاردة والعجاردة فرقة من الصفرية بِإِجَازَة نِكَاح بَنَات الْبَنَات وَبَنَات الْبَنِينَ وَبَنَات بني الْإِخْوَة وَالْأَخَوَات وَذكر ذَلِك عَنْهُم الْحُسَيْن بن عَليّ الكراسي وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة فِي الدّين والْحَدِيث وَلم يبْق الْيَوْم من فرق الْخَوَارِج إِلَّا الإباضية والصفرية فَقَط وَقَالَت طَائِفَة من أَصْحَاب البيهسية وهم أَصْحَاب أبي بيهس وهم من فرق الصفرية إِن كَانَ صَاحب كَبِيرَة فِيهَا حد فَإِنَّهُ لَا يكفر حَتَّى يرفع إِلَى الإِمَام فَإِذا أَقَامَ عَلَيْهِ الْحَد فَحِينَئِذٍ يكفر وَقَالَت الرشيدية وهم من فرق الثعالبة والثعالبة من فرق الصفرية أَن الْوَاجِب فِي الزَّكَاة نصف الْعشْر مِمَّا سقِِي بالأنهار والعيون وَقَالَت العونية وهم طَائِفَة من البيهسية الَّتِي ذكرنَا آنِفا أَن الإِمَام إِذا قضي قَضِيَّة جور وَهُوَ بخراسان أَو بغَيْرهَا حَيْثُ كَانَ من الْبِلَاد فَفِي ذَلِك الْحِين نَفسه يكفر هُوَ وَجَمِيع رَعيته حَيْثُ كَانُوا من شَرق الأَرْض وغربها وَلَو بالأندلس واليمن فَمَا بَين ذَلِك من الْبِلَاد وَقَالُوا أَيْضا لَو وَقعت قَطْرَة خمر فِي جب مَاء بفلاة من الأَرْض فَإِن كل من خطر على ذَلِك الْجب فَشرب مِنْهُ وَهُوَ لَا يدْرِي مَا وَقع فِيهِ كَافِر بِاللَّه تَعَالَى قَالُوا إِلَّا ان الله تَعَالَى يوفق الْمُؤمن لاجتنابه وَقَالَت الفضيلية من الصفرية من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله بِلِسَانِهِ وَلم يعْتَقد ذَلِك بِقَلْبِه بل اعْتقد الْكفْر اوالدهرية اواليهودية أَو النَّصْرَانِيَّة فَهُوَ مُسلم عِنْد الله مُؤمن وَلَا يضرّهُ اذا قَالَ الْحق بِلِسَانِهِ مَا اعْتقد بِقَلْبِه وَقَالَت طَائِفَة من الصفرية أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا بعث فَفِي حِين بَعثه فِي ذَلِك الْوَقْت من ذَلِك الْيَوْم لزم جَمِيع أهل الْمشرق وَالْمغْرب الْإِيمَان بِهِ وان لم يعرفوا جَمِيع مَا جَاءَ بِهِ من الشَّرَائِع فَمن مَاتَ مِنْهُم قبل أَن يبلغهُ شَيْء من ذَلِك مَاتَ كَافِرًا وَقَالَت العجاردة أَصْحَاب عبد الْكَرِيم بن عجرد من الصفرية أَن من بلغ الْحلم من الوادهم وبناتهم فهم برَاء مِنْهُ وَمن دينه حَتَّى يقر بِالْإِسْلَامِ فيتولوه حِينَئِذٍ
قَالَ أَبُو مُحَمَّد فعلى هَذَا إِن قَتله قَاتل قبل أَن يلفظ بِالْإِسْلَامِ فَلَا قَود وَلَا دِيَة وَإِن مَاتَ لم يَرث وَلم يُورث وَقَالَت طَائِفَة من العجاردة لَا نتولى الْأَطْفَال قبل الْبلُوغ وَلَا نبرأ مِنْهُم لَكِن نقف فيهم حَتَّى يلفظوا بِالْإِسْلَامِ بعد الْبلُوغ
قَالَ أَبُو مُحَمَّد والعجاردة هم الغالبون على خوارج خُرَاسَان كَمَا أَن النكار من الإباضية هم الغالبون على خوارج الاندلس وَقَالَت المكرومية وهم أَصْحَاب أبي مكرم وهم من الثعالبة أَصْحَاب ثَعْلَبَة وَهُوَ من الصفرية وَإِلَى قَول الثعالبة رَجَعَ عبد الله بن باض فبرئ مِنْهُ أَصْحَابه فهم لَا يعرفونه الْيَوْم وَلَقَد سَأَلنَا من هُوَ مقدمهم فِي علمهمْ ومذهبهم عَنْهُم فَمَا عرفه أحد مِنْهُم وَكَانَ من قَول المكرمية هَؤُلَاءِ أَن من أَتَى كَبِيرَة فقد جهل الله تَعَالَى فَهُوَ كَافِر لَيْسَ من أجل الْكَبِيرَة كفر لَكِن لِأَنَّهُ جهل الله عزوجل فَهُوَ كَافِر بجهله بِاللَّه تَعَالَى وَقَالَت طَائِفَة من الْخَوَارِج