قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَالْكَلَام فِي هَذَا أبين من أَن يشكل على عَامي فَكيف على فهم ١ فَكيف على عَالم وَالْحَمْد لله نَحن نتكلم على هَذَا إِن شَاءَ الله عز وَجل كلَاما ظَاهرا لائحاً لَا يخفى على ذِي حس سليم وَبِاللَّهِ تَعَالَى نتأيد فَنَقُول وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق أما الْقدَم فَإِنَّهُ من صِفَات الزَّمن وَمن فِيهِ تَقول ملك أقدم من ملك وزمان أقدم من زمَان وَشَيخ أقدم من شيخ أَي أَنه مُتَقَدم بِزَمَانِهِ عَلَيْهِ وَالزَّمَان مُتَقَدم بِذَاتِهِ على الزَّمَان لَيْسَ فِي الْعَالم قدم قديم الْأَزْمَان هَذَا هُوَ حكم اللُّغَة الَّتِي لَا يُوجد فِيهَا غَيره أصلا فالقدم هُوَ التَّقَدُّم والتقدم مُتَقَدم على غَيره بِنَفسِهِ فَقَط لِأَن الْقدَم مَوْجُود مَعْلُوم وَهِي صفة الْمُتَقَدّم فَلَا يجوز إِنْكَاره وَأما قدم الْقدَم فَبَاطِل لِأَنَّهُ لم يَأْتِ بِهِ نَص وَلَا قَامَ بِوُجُودِهِ دَلِيلا وَمَا كَانَ هَكَذَا فَهُوَ بَاطِل وَأما وجود الْمَوْجُود فبضرورة الْحس أَن الْمَوْجُود حق وَأَنه يَقْتَضِي وَاجِد وَأَن الوجد يَقْتَضِي وجودا لما وجد هُوَ فعل الْوَاجِد وَصفته