وأنكر بعض المحدثين أن يكون استحسانه لحبيبه لافراط حبه أولجنونه له فيه فقال وأحسن:
(حسنٌ والله في عيني ... وفي كلِّ العيونِ)
(قينةٌ بيضاء كالفضة ... سوداء القرون)
(لم يصبها سقمٌ قطُ ... سوى سقمِ العيونِ)
(لم أصفْها بجمالٍ ... لهوى أم لجنونِ)
(بل لحسنٍ وجمال ... قول حقٍ ويقينِ)
وقد أبدع الآخر في قوله في المعنى الأول:
(يا مَنْ يلومُ عليه ... أنظر بعيني إليه)
(فلست تبرحُ حتى ... تَصير ملك يديهِ)
وقد جمع القائل جمعاً حسناً في قوله
(وفي أربع مني حكت منك أربع)
أجود ما قيل في صفة النساء من الشعر القديم ما
أخبرنا به أبو أحمد قال قال ابن سلام أحسن ما قيل في صفة النساء:
(كأنَ بيضَ نعام في ملاحفِها ... إذا اجتلاهنَ قيظُ ليلهِ ومدّ)
وتشبيه النساء ببيض النعام تشبيه قديم وهو كثير مشتهر. وقالوا أحسن ما قيل في الوجه من الشعر القديم قول قيس بن الخطيم
(تَبدَّتْ لنا كالشمس تحت غمامة ... بدا حاجبٌ منها وضنّت بحاجبِ)
مأخوذ من قول النمر بن تولب
(فصدَّتْ كأنَّ الشمس تحت قناعها ... بدا حاجبٌ منها وضنّت بحاجبِ)
وهو أحسن ما قيل في إعراض المرأة، ونقله قيس إلى موضع آخر وزاد فيه فقال:
(كانَ المنى بلقائها فلقيتها ... ولهوتُ من لهو امرئ مكذوبِ)
(فرأيتُ مثلَ الشمسِ عند طلوعها ... في الحسنِ أو كدنوِّها لغروبِ)