للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وأرتنا خداً يراح له الوردُ ... ويشتمهُ جنى التفاح)

(وشتيتاً يغض من لؤلؤ النظم ... ويُزري على شتيت الأقاحي)

(فأضاءَت تحت الدُّجنة للشرب وكادت تضيئ للمصباح)

(وأشارت إلى الغناء بألحاظٍ مراضٍ من التصابي صحاح)

(فطربنا لهنَ قبل المثاني ... وسكرنا منهنَّ قبلَ الرّاحِ)

(وتدير الجفون من عدم الألباب ... مالا يَدورُ في الأقداحِ)

وقلت:

(مخضبة الأطرافِ تحسب أنها ... أساريع في أفواههنَ عقيقُ)

(دهاني منها نرجسٌ يرشق الحشا ... وهل نرجسٌ يا للرجالِ رشوق)

(ومبتسمٌ عذبٌ المذاقةُ مونق ... تجمعَ فيهِ لؤلؤٌ ورحيقُ)

وقلت لبعض البغداديين ما أحسن ما قيل في طيب النكهة والريق وحسن الثغر؟ فقال قول ابن الرومي:

(وقبَلتُ أفواهاً عذاباً كأنها ... ينابيعُ خمرٍ خضّبتْ لؤلؤ البحرِ)

فقلت إلا أن قوله لؤلؤ البحر فضل لا يحتاج إليه لأن اللؤلؤ لا يكون إلا في البحر ولو كان في غير البحر لؤلؤ فليس لنسبته إليه فائدة. وقد أحسن ابن الرومي في وصف طيب النكهة فقال:

(وما تعتريها آفةٌ بشرية ... من النوم إلا أنها تتخترُ)

(كذلك أنفاسُ الرِّياض بسحرة ... تطيبُ وأنفاسُ الأنام تغيرُ)

هذا التمثيل مليح جداً. وأجود ما قيل في الريق أيضاً قوله:

(يا ربَ ريقٍ بات بَدرُ الدُّجى ... يمجهُ بينَ ثناياكا)

(يروي ولا ينهاكَ عن شربهِ ... والماءُ يرويك وينهاكا)

ولا أعرف لهذا البيت نظيراً في معناه. وقد سبق ابن الرومي إلى قوله:

(سقتهُ ابنةُ العمريِّ من خمرٍ عينها ... ووجنتهِا كأساً يميتُ ويدنفُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>