للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن جيد ما قيل في الحديث ومشهوره قول ابن الرومي:

(ولقد سئمتُ مآربي ... فكأنَّ أطيبَها خبيثْ)

(إلا الحديثَ فإنهُ ... مثل اسمهِ أبداً حديث)

وقلت:

(وحديث كأنهُ عقدُ ريا ... بتُ أرويهِ للرجالِ وتروي)

(وحديثُ الرَجال روضةُ أنسٍ ... باتَ يرعاهُ أهلُ نُبلٍ وسرو)

ومن جيد ما قيل في الحياء ما

أخبرني به عم أبي قال قال أبو العباس الفضل ابن محمد اليزيدي قال قال الهيثم قال لنا صالح بن حسان يوماً هل تعرفون بيتاً شريفاً في امرأة خفرة؟ قلنا نعم بيت حاتم إذ يقول:

(يضئ بها البيتُ القليل خصاصه ... إذا هي ليلاً حاولتْ أن تبسما)

قال لم يصف شيئاً، قلنا فبيت الأعشي:

(كأنِ مشيتها من بيتِ جارتها ... مرُ السحابةِ لا ريثٌ ولا عجل)

قال قد جعلها خرجت وهذا ضد الخفر، قلنا فهات ما عندك قال قول أبي قيس بن الأسلت:

(ويكرِمُها جاراتها فيزُرنها ... وتعتلُّ عن إتيانهنَّ فتعتذرُ)

أجود ما قيل في العناق قول بكر بن خارجة:

(إني رأيتك في نومٍ تعانقني ... كما تعانقُ لامُ الكاتبِ الألفا)

وهذا من المقلوب لأن الألف تعانق اللام، ويجوز أن يحتج له بأن يقال الألف لا تعانق اللام إلا واللام معانقة لها. ومن أطرف ما قيل في ذلك قول ابن المعتز:

(كأنني عانقتُ رَيحانةً ... تنفّستْ في ليلهِا الباردِ)

(فلو ترانا في قميصِ الدُّجَى ... حسبتَنا من جسدٍ واحدِ)

وقلت في نحو ذلك:

<<  <  ج: ص:  >  >>