(نشرَت عليَّ ذوائباً من شعرها ... حذرَ الكواشح والعدوَ المحنق)
(فكأنني وكأنها وكأنهُ ... صبحانِ باتا تحتَ ليلٍ مطبق)
وقد أحسن السري القول في سواد الشعر مع أوصاف أخر وهو قوله:
(مصقولة بسنى الصباحِ وجوهَها ... مصبوغةٌ بدُجى الظلام طرارُها)
(أغصانُ بانٍ أبدعتْ في حملها ... فغرائبُ الوردِ الجنيّ ثمارُها)
(طالتْ ليالي الحبَ بعد فراقها ... وأحبهنَ إلى المحبَ قصارُها)
(ولربُ ليلاتٍ بهنَ تفرَّجتْ ... أسدانُها وتأرَّجتْ أسحارُها)
(ما كانَ ذاك العيشُ إلا سكرةً ... رَحلتْ لذاذتُها وحلَ خمارُها)
وقال ديك الجن:
(أنظر إلى شمسِ القصورِ وبدرها ... وإلى خزاماها وبهجةِ زهرها)
(لم تبل عينك أبيضاً في أسودٍ ... جمعَ الجمالَ كوجهِها في شعرِها)
وقال أبو تمام:
(بيضاء تسحبُ شعرَها من وجهِها ... في حسنهِ أو وجهَها من شعرها)
وقال أبو نواس:
(وسالتْ من عقيصتها ... سلاسلُ كسرتْ حَلَقا)
وقال آخر:
(سيقربُ منك الردى عنوةً ... إذا ما نأتْ عنك أحمالُهْ)
(فهل أنتَ باك على أثره ... وهل تشجينك أطلاله)
(سيكثرُ من بعدِ ترحاله ... توجعُ صبٍ وإعواله)
(بنفسي الذي قلقته وشحه ... وضاقَ بما فيه خلخالُهْ)
(يريك الحنادسَ إدبارهِ ... ويبدي لك الصبحَ إقباله)
(مليحُ الدلالِ قليلُ النوالِ ... جميلٌ وإنْ قلَ إجمالُهْ)
وقلت:
(رخيمٌ فاترُ اللحظ ... رشيقٌ مُخطفُ الخصرِ)