أخذه الآخر فقال:
(طبيٌ كأنَ بخصرهِ ... من ضمرهِ ضمأ وجوعا)
وقلت:
(وقد تقطن أذقانا ... كشماماتِ كافورِ)
(وقد شَدَّتْ زنانيراً ... على مثل الزنابير)
وقد أحسن ابن المعتز حيث يقول:
(وتحت زنانير شددنَ عقودها ... زنانير عكان معاقدها السُّرُرُ)
وقال مؤمل وأفرط:
(من رأى مثلَ حِبتي ... تشبه البذر إذا بدا)
(تدخل اليومَ ثم تدخلُ ... أردافها غدا)
وأنشد أبو أحمد قال أنشدني أبو بكر بن دريد:
(قد قلتُ لما مرَ يخطو ماشياً ... والردفُ يجذبُ خصرهُ من خلفه)
(يا منْ يسلمُ خصرهُ من ردفه ... سلمْ فؤادَ محبهِ من طرفه)
وقد أحسن القائل في وصف لين القوام والترنح:
(ممن له حسن الرحيق وطيبه ... ومزاج شاربه ومشى نريمه)
وقلت:
(لا والظباء الآنسات إذا رنت ... فاقتن حسنُ عيونهنَ فتونا)
(إنْ لحنَ لحنَ كواكباً أو نحن ... نحن لطائماً أو ملنَ مَلنَ غصونا)
(ويدرن من مُقَلِ إليك فواترٍ ... يكسينَ قلبكَ بالفتورِ فتونا)
(ما خنتُ عهدَ هوىً عليك وقفتهُ ... وأخو المرؤةِ لا يكونُ خَؤونا)
وقبل هذا:
(مترجرجُ الأردافِ مضطمرُ الحشا ... لدنُ القوامِ يكادُ يعقد لينا)
(دأبَ النعيمُ له فأثمرَ صدرهُ ... ثمراً إذا حلت الثمارُ حلينا)
يقال حلا الشئ في الفم وحلى في القلب. وكتبت في فصل لي: والله يعلم أني أخدمه بالضمير خدمة لو تصورت له لرآها الرائي روضاً ممطوراً ووشياً منثوراً