للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولؤلواً منظوماً ومنثوراً بل لأبصر أعطاف الفتيان تنثني تثني الأغصان في قراطق الحبير ومن ربرات الدبياج والحرير وقد اطلعت أزرارهم بواهر الأقمار مطرفة بعقارب الاصداغ وحلق الأطرار فأقبلوا يسفرون عن غرة الصباح ويبسمون عن حباب الراح ويمزجون الدلال بخجل أسأرء فيهم الوصال فإذا حضروا وكلوا الأبصار وإذا غابوا استوهبوا القلوب والأفكار فهم الداء والدواء ومنهم السقم والشفاء. ومن الإفراط في ذكر الغيد وهو لين القامة قول ماني:

(أتمنى الذي إذا أنا أومأتُ ... إليهِ بطرف عيني تجّنى)

(أهيفٌ كالقضيبِ لو أنَ ريحاً ... حَركتْ هدبَ ثوبهِ لتثنَّى)

وأجود ما قيل في النهود وعظم العجيزة قول الأعرابي: بيضاء جعدة لا يمس الثوب منها إلا مشاشة كتفيها وحلمتي ثدييها. وأخذه الشاعر فقال أو أخذه الأعرابي من الشاعر:

(أبت الروادفُ والثديُ لقمصِها ... مسَ البطونَ وأن تمسَ ظهورا)

(وإذا الرياحُ مع العشيِّ تَناوَحَتْ ... نبهنَ حاسِدَةً وهجنَ غيورا)

وقلت تمشي بأردافٍ أبيْنَ قعودَها ... بينَ النساءِ كما أبينَ قيامها)

وقال ابن المعتز في النهود:

(يا غضناً إن هزه مشيةُ ... خَشيتُ أم يَسقطَ رمانهُ)

(إرحَم مَليكاً صارَ مستَعبداً ... قد ذل في حبك سلطانهُ)

وأخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن العكلي عن ابن خالد عن الهيثم ابن عدي قال قعد أعرابي إلى جانب دار إسماعيل بن علي بالكوفة فخرجت جارية فطفق الأعرابي ينظر إليها فقال له رجل ما نظرك إلى شئ غيرك أقبل على شأنك واصبر، والجارية تسمع فقال الأعرابي ربلات تصطك وغصن يهتز وثدي يخرق إهابه وتقول اصطبر، فضحكت الجارية وقالت والله ما مدحني أحد مثل ما مدحتني

<<  <  ج: ص:  >  >>