للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يقول القائلونَ إذا رأوها ... أهذا الحلي من هذي الحقاقِ)

أجود ما قيل في الخضاب بأنامل المرأة من قديم الشعر قول الأسود بن يعفر:

(يسعى بها ذوُ تُؤمتين مقرطقٌ ... قَتأتْ أناملهُ من الفرصادِ)

(فأخذ المحدثون ذلك وتصرفوا فيه فمن أحسن ذلك قول أبي نواس:

(يا قمراً أبصرتُ في مأتم ... يندبُ شجواً بين أترابِ)

(يبكي فيلقي الُدر من نرجسٍ ... ويلطمُ الوردَ بعنابِ) ِ ... وقال ديك الجن:

(ودعتُها لفراقٍ فاشتكتْ كبدي ... وشبكتْ يدَها من لوعةٍ بيدي)

(وحاذرتُ أعينَ الواشينَ وانصرفَتْ ... تعضُّ من غيظها العَّنابَ بالبردِ)

(فكانَ أوَّلَ عهدِ العينِ يومَ نأتْ ... بالدَّمعِ آخرُ عهدِ القلبِ بالجلد)

ومن البديع في هذا المعنى قول الآخر:

(قالوا الرَّحيل فأسرَعَتْ أطرافها ... في خَدِّها وقد اكتسينَ خضابا)

(فاخضرَ موضعُ كفِّها فكأنما ... غَرسَتْ بأرض بنفسج عُنابا)

وقال الناشئ وهو أحسن الواصفين لهذا المعنى:

(من كفَ جاريةٍ كأنَ بنانَها ... من فضةٍ قد طرّفتْ عُنّابا)

(وكأنَ يمناها إذا نطقتْ به ... يلقى على يدها الشمالِ حسابا)

وقال أيضاً:

(لناقينةٌ ترنو بناظرتينِ ... بما في قلوبِ الناسِ عالمتين)

(تخالُ تصاريف الخضابِ بكفها ... فصوصَ عقيقٍ فوق قضب لجينِ)

وقال:

(متعاشقان مكاتمان هواهما ... قد نامَ بينهما العتابُ فطابا)

(يتناقلان اللحظَ من جفنيهما ... فكأنما يتدارسان كتابا)

(وإذا هَدَت عينُ الرَّقيب تخالست ... كفاهما خلس السلام سلابا)

(بأنامل منه يلوحُ مدادها ... وأنامل منها كسينَ خضابا)

<<  <  ج: ص:  >  >>