للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فكأنما يجني لها من كفه ... عنباً وتجنيهِ لهُ عنابا)

يذكر أثر المداد بأنامله وأثر الخضاب بأناملها. وقلت:

(انظر إلى النقش من أطرافها البضه ... مثل البنفسج منثوراً على فضهْ)

(أو خلتها أخذَتْ أطراف خرمة ... فنضدته على جمارة غضهْ)

ومن غريب ما قيل في نظم حليهن قول النمر بن تولب:

(كَعابٌ عليها لؤلؤٌ وزبرحدٌ ... ونظمٌ كأجوانِ الجرادِ مفصّلُ)

قوله (كأجوان الجراد) غريب بديع لم يسبق إليه ولا أعرف أحداً أخذه منه. ومن البديع قول الدمشقي:

(بدر بدا والشمسُ في كفّه ... وأنجمُ الليلِ عليهِ رعاثُ)

(وهو من الليلِ ومن طرفهِ ... وشعرهِ في ظلماتٍ ثلاثْ)

أحسن ما قيل في صفة الدمع إذا امتزج بالدم قول أبي الشيص:

(لهوت عن الأحزان إذ أسفرَ الضحى ... وفي كبدي من حرهنَ حريق)

(مزجتُ دماً بالدَّمعِ حتى كأنما ... يُذابُ بعيني لؤلؤٌ وعقيق)

وقول أبي تمام:

(نثرت فريدَ مدامع لم تُنظَمِ ... والدمعُ يحملُ بعضَ ثقلِ المُغرَمِ)

وصلتْ نجيعاً بالدُموع فخدُّها ... في مثلِ حاشيةِ الرِّداء المعلمِ)

وقال:

(أبيتُ أراعي أنجم الليل بعدكم ... فيا ليتَ شعري هل تراعونها بعدي)

(ودمعٍ نثرتُ دُرَّه وعقيقَه ... كأني حللتُ العقدَ من طرفِ العقدِ)

ومن أجود ما قيل في بياض الدمع على حمرة الخد ما أنشدناه أبو أحمد عن الصولي:

(لو كنتَ يومَ الوداعِ حاضرَنا ... وهنَ يطفئنَ لوعةَ الوجدِ)

(لم ترَ إلا الدموعَ جاريةً ... تسقطُ من مِقلةٍ على خدَ)

(كأنَ تلك الدموعَ قطرُ ندىً ... يقطرُ من نرجسٍ على وردِ)

ونحوه قول ابن الرومي:

<<  <  ج: ص:  >  >>