(لما دَنا البينَ وراحَ الدلُ ... وَدَّعْتها ودَمعُها منهلُ)
(وخَدُّها من قطره مُخضلُ ... كأنهُ وردٌ عليهِ طلُ)
ومن أجمع بيت قيل قول المحدثين:
(فأسبلت لؤلؤاً من نَرجسٍ وسقتْ ... وَرْداً وعضَّتْ على العنابِ بالبرَدِ)
ليس لهذا البيت نظير. وقلت:
(يبكي فيسقي الدمعُ وجنتَه ... كما سقى الطلُّ وردةً غضّه)
ومن المشهور قول بعضهم وهو حسن:
(كأنَ الدُموعَ على خدِّها ... بقيةُ طلٍ على جلنارِ)
ونحوه ما أنشدناه أبو أحمد في العرق:
(يحدر من أرجاءِ صورةِ وجهه ... من الفم سُح في الجبين وفي الخدِّ)
(فُرادى ومثنى يستبينُ كأنهُ سقيطُ ندى وفي على ورقَ الوردِ)
ومثله ما قلت:
(أخرجهُ الحمَّام كالفضه ... يحسدُ منهُ بعضهُ بعضهْ)
(كأنما الماءُ على جسمه ... طلٌ على سوسنةٍ غضه)
وفي صفة الدمع:
(توريدُ دمعي من خدَّيك مختلسُ ... وسقم جسمي من عينيك مُسترق)
(لم يبق لي رمَقٌ أشكو هوَاك به ... وإنما يتشكى من به رمقُ)
وأبلغ ما قيل في امتلاء العين من الدمع قول بعض الأعراب أظنه:
(فظلتُ كأني من وراءَ زجاجةٍ ... إلى الدارِ من فرطِ الصّبابة أنظرُ)
وقول البحتري في معناه:
(ويحسنُ دَلُّها والموتُ فيهِ ... وقد يستحسن السيفُ الصقيلُ)
(وقفنا والعيونُ مشغلاتٌ ... يعالج دمعها طرفٌ قليلُ)