في ناحية عمرو بن مسعدة وكان يجري عليه فخرج عمرو إلى الشام مع المأمون وتخلف الحرمازي ببغداء لنقرس ناله فقال:
(أقامَ بأرض الشام فاختلَّ جانبي ... ومطلبهُ بالشام غُير قريبِ)
(ولا سيما من مفلسٍ حلفَ نقرس ... أما نقرسٌ في مفلسٍ بعجيب)
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن محمد بن زكريا قال ذكر أعرابي رجلاً قد أثرى فقال قد تنقرس، وذلك لقول الناس إن النقرس يعرض لذوي النعمة والترفة، ومنه قول الأعرابي:
(فصرتُ بعدَ الفقرِ والتأيس ... يخشى عليَّ القومُ داءَ النقرسِ)
ويقال للرجل العالمِ نقرس وللداهية نقرس قال الملتمس ( ... يخشي عليك من الحباء النقرس)
ومن مليح النوادر ما أخبرنا به أبو أحمد عن الصولي عن يموت بن المزرع قال حضر الجماز عند أبي يوماً ودخل رجلٌ فقال له ما أخرك عنا فقال أصابتني خلفه أما تري وجهي فقال الجماز ما أبين الاختلاف على وجهك. وقال المتنبي في الحمى:
(وزائرتي كأنَ بها حياءً ... فليسَ تزورُ إلا في الظلامِ)
(جعلتُ لها المطارفَ والحشايا ... فعافتها وباتتْ في عظامي)
(إذا ما فارقتني غسَّلتني ... كأنا عاكفانِ على حرام)
وهذا البيت معيب لأن الغسل غير مقصور على الحرام وحده بل هو من الحلال والحرام جميعا فليس لتخصيص الحرام به وجه. وقلت في حمى نالتني:
(وأخبر أني رحتُ في حلة الضنى ... لياليَ عشراً ضامها اللهُ من عشرِ)
(تنفضني الحمَّى ضحى وعشيةً ... كما انتفضتْ في الدجنِ قادمتيْ نَسر)
(تذرُ عليّ الورس في وضح الضحى ... وتبدله بالزعفرانِ لدَى العصرِ)
(إذا انصرفتْ جاء الصداع مشمراً ... فأربى عليها في الأذيةِ والشرَ)
(وتجعل أعضائي عيوناً دوامعا ... تواصل بين السكب والسجم والهمرِ)
(فتحسبه طلاًّ على أقحوانة ... وعهدي به يحكي حباباً على حمر)