(ولما تمادتْ عذتُ منها بحميّة ... كمنْ ترك الرمضاء وانفل في الجمر)
(وما منها إلا بلاءٌ وفتنةٌ ... وضرُ على الأحرار يا لك من ضر)
من مرض لمرض الجفون: أنشدني أبو أحمد عن الصولي قال أنشدني أبو عبيد الله ابن عبد الله لنفسه:
(تمارضتَ لما لم تكنْ لك علةٌ ... وقلتَ شهيدي ما بطرفي من القسم)
(فلا تجعلنْ سقماً بطرفك علةً ... فقد كانَ ذاك السقم في صحةِ الجسمِ)
وقال غيره:
(أحببتُ من أجلهِ منْ كان يشبهه ... وكلُ شئ من المعشوقِ معشوق)
(وقد حلبت بجسمي سُقْم مقلته ... كأنَّ جسمي مِن عينيهِ مسروق)
وقال الأخطل:
(كيف يضني بعد ما ... كان الضَّنى عوناً لعينهْ)
وقال ابن الرومي وقد مرض فتخلفَ اخوانه عن عيادته:
(عليلكم لا يعادُ من عللهْ ... وضيفكم لا يسَدّ من خللهْ)
(لا إن جفوتم دنا المماتُ ولا ... إن زُرتمُ تنسؤنَ في أجلهْ)
(ما ضرَ مجفوَّكم جفاؤكمُ ... بالأمس في جسمه ولا أملهْ)
وأنشدني أبو أحمد عن الصولي لمحمد بن محمد بن إبراهيم اليزيدي:
(مالي مرضتُ فلم تعدْ ... ورغبتُ فيك فلم تُجد)
(الحبُ يذهبهُ الأذى ... فاحذرْ عليه ولا تعد)
وهذا شعرٌ مطبوعٌ مختار، والبيت الأخير مأخوذ من قول الأعرابي:
(فإني رأيتُ الحبَ في القلبِ والأذى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحبُ يذهبُ)
وقلت:
(وقد عادني الأخوانُ من كلِّ جانب ... وما قصروا في العرفِ والفضل والبرَ)
(فلمْ لم تكنْ فيهم فيكمل حسنهم ... أيا ظالماً أخلى النجومَ من البدرِ)
(وإذ كنتَ لم تنهضْ إليَّ ولم تكد ... فلم لمْ تسلْ عني فتخبر عن أمري)
(ومالك لم تبعثْ إليَّ بأسطرٍ ... تمجمجها إحدى يمينك في ظهر)