(هوتْ أمهُ ماذا تضمنَ رحلهُ ... من الجودِ والمعروف حينَ ينوب)
(فتى أريحي كيف يهتزُّ للندى ... كما اهتزَّ من ماءِ الحديدِ قضيب)
(حليفُ الندى يدعو الندَى فيجيبهُ ... قريباً ويدعوه الندَى فيجيب)
(فإن تكنِ الأيامُ أحسنَ مرَّة ... إليّ فقد عادتْ لهنَ ذنوبُ)
(وحدَثتماني إنما الموتُ بالقرى ... فكيف وهذي هضبةٌ وكثيبُ)
وقال فيها:
(وداعٍ دعانا من يجيب إلى الندى ... فلما يجبه عند ذاك مجيب)
(فقلت ادع أخرى وارفض الصوتَ مسمعا ... لعلَ أبا المغوارِ منك قريبٌ)
ومن عجيب المراثي قول الرقاشي في البرامكة:
(الآن استرحنا واستراحتْ ركابنا ... وقلَ الذي يجدي ومن كان يجتدي)
(فقلْ للمطايا قد أمنتِ من السُّرَى ... وطيِّ الفيافي فدفداً بعد فدفدِ)
(وقلْ للمنايا قد ظفرت بجعفر ... ولن نظفري من بعدهِ بمسّود)
(وقلْ للعطايا بعدَ فضل تعطلي ... وقل للرزايا كلّ يوم تجدَّدي)
(ودونك سيفاً برمكياً مُهنّداً ... أصيبَ بسيفِ الهاشميّ المهندِ)
ومن جيد المراثي قول الآخر:
(سأبكيك للدُّنيا وللدِّين أنني ... رأيتُ يدَ المعروفِ بعدك شلتِ)
(ربيعٌ إذا ضنَ الغمامُ بمائهِ ... وليثٌ إذا ما المشرفيةُ سلتِ)
وقد أحسن أبو الحسن بن الأنباري القول في ابن بقية حين صلب:
(عُلوٌّ في الحياةِ وفي المماتِ ... بحقٍ أنتَ إحدى المعجزات)
(كأنَّ الناسَ بعدك حينَ قاموا ... وفودُ نداك أيامَ الصلات)
وهذا البيت مأخوذٌ من قول ابن المعتز في عبد الله بن سليمان حين توفي:
(وصلوا عليه خاشعين كأنهم ... قيامٌ خضوعٌ للسلامِ عليه)