(كأنك قائمٌ فيهم خطيباً ... وكلهمُ قيامٌ للصلاتِ)
(مددتَ يديك نحوهمُ جميعا ... كمدِّكها إليهمْ بالهباتِ)
(ولما ضاقَ بطنُ الأرضِ عن أن ... يضمَّ عُلاك من بعدِ المماتِ)
(أصاروا الجوَّ قَبرك واستنابوا ... عن الأكفانِ ثوبَ السافياتِ)
(فلم أرَ قبلَ جذعِك قطُ جذعاً ... تمكنَ من عناقِ المكرماتِ)
ومن جيد ما قيل في عظم شأن الميت قول ابن المعتز:
(هذا أبو القاسم في نعشهِ ... قوموا انظرُوا كيف تزولُ الجبالُ)
وقول أبي تمام:
(بني مالك قد نيّهَتْ خاملَ الثرى ... قبورٌ لكم مستشرفات المعالمِ)
(رواكد قيد الكفَ من متناولٍ ... وفيها عُلاً لا يرتُقى بالسلالمِ)
وقلت:
(سائل القبرَ كيفَ أضمرتَ قدساً ... وأباناً ويَذّبُلاً وحراءَ)
(من رأى البدرَ بالتراب توارَى ... أو على ذروةِ النعوشِ تراءى)
وقال ابن المعتز وأحسن:
(تعالوا نزر قبر السماحةِ والرفد ... ولا نعتذر من دمعِ عينٍ على خدِّ)
(لقد عشتَ لم يَعَلَقْ بفعلكِ ذمةٌ ... ومتَ على رغمِ المحامدِ والمجدِ)
وقال أيضاً:
(ألستَ ترى موتَ العلى والمحامد ... وكيفَ دفّنا الخلقَ في قبر واحدِ)
(وللدَّهرِ أيامٌ يُسئنَ عوامداً ... ويحسنَ إن أحسنَّ غيرَ عوامدِ)
وقال دعبل بن علي الخزاعي:
(حنطتهُ يا نَصرُ بالكافور ... ورفعتهُ للمنزلِ المهجورِ)
(هلاّ ببعضِ خلالهِ حنطتهُ ... فيضوعُ أفقُ منازلٍ وقبورِ)