(طواهُ الرّدَى عني فأضحى مَزَارهُ ... بعيداً على قرب قريباً على البعدِ)
(عجبت لقلبي كيفَ لم ينفطِرْ له ... ولو أنه أقسى من الحجر الصَّلدِ)
(وما سرَّني أن بعتهُ بثوابهِ ... ولو أنه التخليد في جنةِ الخلدِ)
(ولا بعتهُ طوعاً ولكنْ غُصِبتُه ... وليسَ على ظلمِ الحوادثِ من مُعدي)
وأما موت الأخ فقد روينا فيه خبراً مليحاً أخبرنا به أبو طاهر محمد بن يوسف قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بكر قال حدثنا أيوب بن سليمان قال حدثني يوسف قال حدثنا صهيب بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن عمرو قال حدثنا إسماعيل ابن عياش عن عبد الله بن دينار قال قدم لقمان من سفرٍ فلقى غلاماً له فقال له فعل أبي؟ قال مات قال ملكت أمري فما فعلت أمي؟ قال ماتت قال ذهب همي قال فما فعلت أختي؟ قال ماتت قال سترت عورتي قال فما فعلت امرأتي؟ قال ماتت قال جدد فراشي قال فما فعل أخي؟ قال مات قال: أوه انقطع ظهري انتهى. وذكر قدامة بن جعفر أن أبا جعفر المنصور لمادفن ابنه جعفر الأصغر قال للربيع كيف قال مطيع بن إياس فأنشده:
(يا أهل بكوا لقلبي القرح ... وللدموع الذوارفِ السفيح)
(راحوا بيحي ولو تطاوعني ... الأقدار لم تبتكرْ ولم ترحِ)
(يا خيرَ من يحسن البكاء له ... اليوم ومنْ كانَ أمسِ للمِدَحِ)
(قد شمتُ الحزنَ بالسرورِ وقد ... أديلَ مكروهُه من الفرحِ)