في وسعنا ما يفي بحقك علينا فنكون من الكاذبين فاقتصرنا على هدية تقضي بعض الحق وتقوم عندك مقام أجمل البر وهي الثناء الجميل والدعاء الحسن فقلت: لا زلت أيها السيد الكريم دائم السرور والعطية في أتم العافية وأعلى منازل الكرامة تمر بك الأيام المفرحة والأعياد الصالحة فتخلقها وأنت جديد. فأول كلامه مأخوذ من قول المعلى بن أيوب للمعتصم: النفس لأمير المؤمنين والمال منه وليس فيما أوجبه الحق نقيصة ولا على أحد فيه غضاضة، وباقيه من كلام أحمد بن يوسف، والدعاء الذي في آخره لعلي بن عبيدة الريحاني لم يزد سعيد بن حميد فيه شيئاً. وأحسن ما سمعت من الدعاء قول علي بن هارون بن يحيى المنجم: أمتع الله الأمير بما خوله واستقبل به من العمر اسره وأطوله وملأه من العز أمده وأكمله وألبسه من الإنعام أسبغه وأجزله ومهد له من العيش أرغده وأفضله وجمع له من الخير آخره وأوله. وللصاحب أبي القاسم إسماعيل بن عباد فصول في التهاني قليلة النظير منها ما كتب يهنئ بالوزارة: أنا أهنئ أطال الله بقاء سيدي الوزارة بإلقائها إلى فضله مقادتها وبلوغها في ظله ارادتها وانحيازها إلى ذراه واضحة المجد والفخر وتوشحها من كفايته بغرة سائلة على وجه الدهر واشكر له حسن أثره عليها وعطفه عنان الفكر إليها حتى قرت لديه قرارها وأثقبت بيديه نهارها بعد أن هفا قلبها إشفاقاً من استشراف أيادي النقص لها وحرج صدرها من تحدث احلاس الجهل بها ولا غرو فهي وليدة ذراه قد آلت لا تخطت خطته وعاهدت لا برحت ساحته فالحمد لله الذي أقر عين الفضل ووطأ مهاد المجد وترك الحساد يتعثرون في ذيول الخيبة ويتسقطون في فضول الحسرة حمداً يديم أيام مولانا ويطيل بقاءه ويحرس عزه وينصر لواءه فقد شرح صدور المجالس وشد ظهور المحامد بتفويض الصدر إلى وليمة بحقين قديم وحديث وبفضلين مكتسب وموروث.