أكاتمُ حبَّهُ الواشِي ... نَ والعبراتُ تُظهرهُ
وأذكُرُ خالياً حُجَجي ... وأَنْسى حينَ أُبصرُهُ
وقال آخر:
يا ليلُ مالكَ من صَباحْ ... أمْ ما لنجمِكَ من براحْ
ضَلَّ الصباحُ طريقَهُ ... واللّلُ ضلَّ عن الصباحْ
صبراً على مضَضِ الهوى ... فالصبرُ مفتاحُ النجاحْ
ابن المعتز:
مالي أَرى الليلَ مسبلاً شعراً ... عن غرَّةِ الصبْحِ غيرَ مفروقِ
كشاجم:
ألا ربَّ ليلٍ بتُّ أرعى نجومهُ ... فلم أغتمِضْ فيهِ ولا الليلُ غمَّضا
كأنّ الثريّا راحةٌ تشبرُ الدجى ... لتعلمَ طالَ الليلُ لي أم تعرَّضا
فأعجِبْ بليلٍ بين شرقٍ ومغربٍ ... يقاسُ بشبرٍ كيفَ يرجى لهُ انْقِضا
ابن المعتز:
ما بالُ ليلي لا يُرى فجرُهُ ... وما لدَمعي مُسبلاً قطرُهُ
أستودعُ اللهَ حبيباً نأى ... ميعادُ دَمعي أبداً ذكرهُ
بشّار:
أقولُ وليلتي تزدادُ طولً ... أما للَّيلِ بعدهمُ نهارُ
جفَتْ عَيني عنِ التغميضِ حتى ... كأنَّ جُفونها عنها قصارُ
كأنَّ جفونها خُزمتْ بشوكٍ ... فليسَ لوسنةٍ فيها قرارُ
ومنه أخذ المتنبي قوله:
بعيدة ما بينَ الجفونِ كأنَّما ... عقدتمْ أعالي كلِّ هدبٍ بحاجبِ
أحمد بن المعذَّل:
ألا ما لوجهِ الصبحِ داجٍ قناعهُ ... وما بالُ أرواقَ الدُجى لا تقدَّدُ
هل الغورُ مسدودٌ؟ أم النجمُ غائرٌ؟ ... أمِ الصبحُ مكبولٌ؟ أم الليلُ سرمدُ
أطالَ عليَّ الليلَ حتى كأنَّهُ ... حسيرٌ بهيرٌ أو أسيرٌ مقيَّدُ
خالد:
ربَّ ليلٍ أمدَّ من نفسِ العشَّ ... اقِ طولاً قطعتهُ بانتحابِ
ونعيمٍ ألذَ من نظرةِ المعش ... وقِ بدَّلتهُ بطولِ العِتابِ
بشار:
خليليَّ ما بالُ الدجى ليسَ يبرحُ ... وما بالُ ضوءِ الصبحِ لا يتوضَّحُ
أضلَّ النهارُ المستنيرُ طريقهُ ... أمِ الدَّهرُ ليلٌ كلُّهُ ليس يبرحُ
في قصر الليل إبراهيم بن العباس:
وليلةٍ إحدى اللَّيالي الزُهرِ ... قابلتُ منها بدرَها ببدرِ
لمْ تكُ غيرَ شفقٍ وفجرِ ... حتَّى تولَّتْ وهي بكرُ الدهرِ
آخر:
يا ليلةً جمعتنا بعدَ فرقتنا ... وبتُّ من صبحِها لمَّا بدا فرِقا
لمّا خلوتُ بآمالِي بها قصَرتْ ... وكادَ يسبِقُ منها فجرُهَا الشفَقَا
المهلبيِ:
قد قصُرَ الصبحُ عندَ ساهِرهْ ... كأنَّ حادِي الصَّباحِ صاحَ بهْ
كأنَّما الليلُ راكبٌ فرساً ... منهزماً والصَّباحُ في طلبهْ
آخر:
وليلةٍ منَ القصِرْ
عشاؤُهَا مع السَحَرْ
تُقضّى ولم يَقضَ الوطَرْ
والشعراءُ يصفون أيامَ السرور والمتعة وليالي الوصل والألفة بالقصر، وساعات الغمِّ وأوقات الوحشة بالطول.وحقيقة ذلك لطول الليل: مراعاته؛ وكل ليل لا يراعى قصير.
في صفة الأهلةِ والسماءِ والنجومِ أنشدَ أبو عمرو بن العلاء للعرب:
دأبنَ بنا وابنُ اللَّيالي كأنَّهُ ... حسامُ جَلتْ عنهُ العيونُ صقيلُ
فما زالتِ الأيَّامُ تفصلُ دونهُ ... إلى أنْ أتتكَ العيسُ وهو ضئيْلُ
أعرابي، وعليه عوَّل أكثر المحدثين في تشبيه الهلال:
لقدْ سرَّني أنَّ الهِلالَ عشيَّةً ... بدا وهو محقورُ الحِبارِ دقيقُ
أضرَّتْ بهِ الأيَّامَ حتى كأنَّهُ ... سِوارٌ لواهُ باليدينِ رفيقُ
ابن المعتز:
في ليلٍ ليلةَ أكلَ المُحاقُ هلالها ... حتى تبدَّى مِثلَ وقفِ العاجِ
والصبحُ يتلو المشتري فكأنَّهُ ... عريانُ يمشي في الدُجى بسِراجِ
العلوي:
ما للهِلالِ ناحلاً في المغربِ
كالنُّونِ قد خُطَّتْ بماءِ الذهبِ
أفارقتهُ الشَمسُ منْ تعتُّبِ
فراحَ نضواً كالمريضِ الوصبِ
كأنَّما حلَّ بِهِ ما حلَّ بي
منْ الضَنى عندَ فُراقِ زَينَبِ
ابن المعتز في محقهِ وأبدع فيه:
ما ذقتُ طعمَ النومِ لو تَدرِي ... كأنَّ أحشائي على جَمرِ
في قمرٍ مُسَترِقٍ نِصفَهُ ... كأنَّهُ مجرَفَةُ العِطرِ
وقال في الهلالِ إذا بدت دارته: