وقدْ بدتْ فوقَ الهِلالِ كرَتَهْ ... كهامةِ الأسودِ شابتْ لحيتُهْ
العلوي في الهلال والزهرة وأحسن فيها:
لاحَ الهِلالُ فويقَ مغرِبهِ ... والزُهرةُ الزَّهراءُ لمْ تغِبِ
فهوى دوِنَ مغيبَها فهوتْ ... تَبكي بِدمعٍ غيرِ مُنسكبِ
فكأنَّها أسماءُ باكيةً ... عندَ انفِصامِ سوارِهَا الذهبي
كُشاجم:
انظٌرْ إلى نورِ الهِلا ... لِ بدى لِعين المُبصِرِ
أو ما تراهُ يلوحُ في ... جوِّ السماءِ الأخضرِ
كشعيرةٍ من فضَّةٍ ... قدْ رُكِّبتْ في خنجَرِ
وكان ابن أبي البغل جالساً، وعنده ابن بحرٍ فكتب على درج:
المرءُ مثل هِلالِ الأُفقِ تبصِرُهُ ... يبدو ضَئيلاً ضَعيفاً تمَ يتَّسقً
فكتب ابن بحر تحته:
يزدادُ حتى إذا ما تمَّ أعقبَهُ ... صرفُ اللَّيالي بِنقصٍ ثم ينمَحِقُ
العلوي:
تأمَّلْ نحولي والهِلالَ إذا بدا ... لليلَتهِ في أُفقِهِ أيُّنا أضنى
على أنَّهُ يزدادُ في كُلِّ ليلةٍ ... نموَّاً وقلبي بالضنى أبداً يفنى
ابن المعتز:
وكأنَّ البدرَ لمّا ... لاحَ مِنْ تحتِ الثُريَّا
ملكٌ أقبلَ في التّ ... اجِ يُفدَّى ويُحيَّا
العلوي:
أبا المعمَّرِ قدْ قطَّعتَ أحشائي ... وزدتَني في الهَوى داءً على دائي
بقيَّةَ الحُسنِ ما أبقيتَ منْ جسدي ... بقيَّةً لم تبشِّرُها بإِفناءِ
ما أنْسَ لا أنْسهُ في العينِ حينَ بدا ... يحكيهِ في الدِّرعِ عينُ الشمسِ بالماءِ
حكى الحَمائِلَ فوقَ الدِّرعِ منطقةُ ال ... جوزاءِ تَحكيهِ في حُسنٍ ولألاءِ
والشمسُ والبدرُ مشغُولانِ قدْ شغِلا ... بِوصفهِ عندَ إصباحي وإمسائي
قَدْ انقضتْ دولةُ الصيامِ وقدْ ... بشَّرَ سُقمُ الهِلالِ بالعيدِ
يتلو الثُريا كفاغِرٍ شرِّهٍ ... يفتحُ فاهُ لأكلِ العنقُودِ
ذو الرَّمة:
ورَدتُ اعتسافاً والثُريَّا كأنَّها ... على قِمَّةِ الرَأسِ ابنُ ماءٍ محلِّقُ
ابن الطثرية:
إذا ما الثُريَّا في السَّماءِ كأنَّها ... جمانٌ وهى مِنْ سلكِهِ فَتبدَّدا
أبو قيس ابن الأسلت
وقد لاحَ في الصُبحِ التُريَّا لمن رأى ... كعنقودِ ملاَّحيَّةٍ حينَ نوَّرا
عمر بن أبي ربيعة، ونعوت التشبيهات أربعة قريبٌ بعيدٌ ومصيبٌ ومخطئٌ وقد دخلت فيها:
أحسنُ النَّجمِ في السماءِ الثُريَّا ... والثُريَّا في الأرضِ خيرَ النِّساءِ
آخر:
خليليَّ إني للثُريَّا لحاسِدُ ... وإني على ريبِ الزمانِ لواجدُ
أيجمعُ منها شملُها وهي سبعةُ ... ويبعدُ منْ أحبَبتُهُ وهو واحِدُ
والعرب تسميها النجم وقال بعضهم:
على إثِرْ حيٍّ لا يرى النجمَ طالِعاً ... مِنِ اللَّيلِ إلا وهو قفرٌ منازلُهٌ
وقال أبو عثمان المازني: ما شبه الليل أحد تشبيه كعبٍ:
وليلةِ مُشتاقٍ كأنَ نُجومَها ... تفرَّقنا منها في طَيالسةٍ خُضرِ
ابن المعتز:
ومصباحُنا قمرٌ مُشرِقٌ ... كترسِ اللُّجينِ يشقُّ الدُجى
العلوي:
والليلُ منْ لألاءِ قَمْرائه ... ينشرُ منه علمٌ مذهبُ
ابن المعتز:
والصبحُ ملتبسُ كعينِ الأشهلِ
التنوخي:
كأنَّ الدجى لما استنارتْ نُجومُهُ ... رِداءٌ موشّ، أو كِتابٌ منمَّقُ
ابن المعتز:
واللَّيلُ مُشمطُّ الذرا ... والصُبحُ حينَ حبا وشبّا
العلوي:
رُبَّ نهارٍ أمسَتْ أصائلُهُ ... تُرشفُ مَن شمسِهِ صُباباتِ
قضيتُ فيهِ والشمسُ ناعِسةٌ ... من جزعي نومةَ العشيّاتِ
التنوخي:
وأصفرُ الجوِّ قدْ لاحَتْ كواكِبهُ ... فيهِ كدرٍّ على الياقُوتِ منثورِ
ابن المعتز:
وأرى الثُريَّا في السماءِ كأنَّها ... قمرٌ تبدَّتْ في ثيابِ حِدادِ
العلوي:
رُبَّ ليلٍ وهتْ لآلي دموعِ ... فيهِ حتى وهَتْ لآلي الثُريَّا
ورِداءُ الدجى لبيسٌ داريسٌ ... في يدِ الفجرِ وهو يطويهِ طيَّا
وهبوبُ الضياءِ منْ أُفقِ المشر ... قِ يذرو الظلامَ شيئاً فشيَّا
الصولي:
ونجومُ اللَّيلِ تحكي ... ذهباً في لا زوردِ