وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي في "الرؤية" ونسبه إلى جده الأعلى، والحاكم أبو عبد الله في "مستدركه" ووصفه بالمفيد، وأبو الحسن ابن رِزقَوَيه، وعلي بن أحْمَد الرزاز، وغيرهم.
قال الخَطِيب: أخبرنا البرقاني قال: قال لي أبو بكر أحْمَد بن عمر البقال: ذكر لي أبو محَمَّد بن السبيعي قومًا يكذبون في الحديث، فقال: عمر البَصْرِي كذاب، فقلت له: كذاب؟ فقال: كذاب، كذاب، وحلف أنّه كذاب.
قال مقيده - عفا الله عنه -: ثمّ ذكر الخَطِيب قصته في تكذيبه إياه من كونه ادعى سماع ما لم يسمع.
وقال محَمَّد بن أبي الفوارس: حدث بشيء يسير، وكانت كتبه رديئة. وقال الحاكم: سمعت عمر بن جعفر يقول: بن عند ابن عقدة فأخذ يذاكرني بشيء لا أهتدي إليه، فقلت: إيش عند أيوب عن الحسن؟ فذكر حديثين؛ فقلت: تحفظ عن أيوب عن الحسن عن أبي برزة أنّ رجلًا أغلظ لأبي بكر الحديث، فبقي وكبرت, فقال: اذكر لي سنده، فذكره. وقال الخَطِيب: كان النَّاس يكتبون بإفادته، ويسمعون بانتخابه على الشيوخ، وقد كان أبو الحسن الدَّارقُطْنِي يتتبع خطأه فيما انتقاه على أبي بكر الشّافعيّ خاصّة، وعمل فيه رسالة إلى طاهر بن محَمَّد الخاركي، ونظرت في الرسالة واعتبرتها؛ فرأيت جميع ما ذكره أبو الحسن من الأوهام يلزم عمر، غير موضعين أو ثلاثة. وجمع أبو بكر الجعابي أوهام عمر فيما حدَّث به، ونظرت في ذلك فرأيت أكثر ما قد حدث به عمر على الصواب، بخلاف ما حكى عنه ابن الجعابي، وسمعت أبا بكر البرقاني وذاكرته بخطأ عمر البَصْرِي، وتتبع الحفاظ فقال: لم أزل أسمع النَّاس يقولون: إنَّ عمر ممّن وفق بالانتخاب، وكان النَّاس يكتبون بانتخابه كثيرًا، وسمعته -أيضًا - يقول: كان عمر قد انتخب على ابن الصواف -أحسبه قال: نحوًا من عشرين جزءًا - فقال الدَّارقُطْنِي: ينتخب على ابن الصواف هذا القدر حسب، هو ذا انتخب عليه تمام المائة جزء، ولا