للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال مقيده - عفا الله عنه -: ساق هذه الحكاية الخَطِيب في "تَارِيخه" فقال: بلغني عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري، وذكرها, ولعلّه لهذا قال الذَّهَبِي في "ميزانه": وُيروى عن الدَّارقُطْنِي أنّه كذاب، ولم يصح هذا. وجزم في "المغني" و"الديوان" بنسبة ذلك إلى الدَّارقُطْنِي، وقال في "النُّبَلاء": قال الدَّارقُطْنِي: كذاب. ثمّ حكى حكايته تدُل على وَهنه. قلت: فلعلّه وقف بعدُ على "سؤالات الحاكم" فجزم بذلك (١) - والله أعلم-.

وقال الحسن بن محَمَّد الخَلَّال: ضعيف تكلموا فيه. وقال طلحة بن محَمَّد بن جعفر: هو رجل من جلَّة النَّاس، ومن أصحاب الحديث المجودين، واحد الحفاظ له، وحَسن المذاكرة بالأخبار، وكان قبل هذا يتولى القضاء بنواحي الشّام، ويستخلف الكُفَاة، ولم يخرج عن الحضرة، وتقلد الحسبة ببَغْدَاد، وقد حدث حديثًا كثيرًا، وحمل النَّاس عنه قديمًا وحديثًا. وقال أبو عبد الله الحاكم: سألت أبا علي الهَروي عنه: فقال: صدوق. قلت: إنِّي رأيت أصحابنا ببَغْدَاد يتكلمون فيه، فقال: ما سمعنا أحدًا يقول فيه أكثر من أنّه يرى الإجازة سماعًا، وكان لا يحدِّث إِلَّا من أصوله. وذكر الخَطِيب أنّه حدَّث وهو شاب في أيّام الحربيّ ثمّ قال: قلت: تحديث ابن الأُشناني في حياة إبراهيم الحربيّ له فيه أعظم الفخر وأكبر الشرف، وفيه دليل على أنّه كان في أعين النَّاس عظيمًا، ومحله عندهم جليلًا. قلت: وقد ختم الخَطِيب ترجمته بأقوال من ضعفه (٢). وذكر له ابن النديم في "فهرسته" عدة كتب.

وقال الذهَبِي: ليس بثقة. وقال في "الرَّدِّ على ابن القطان" أنا أَتهمه بوضع حديث: "أَسْلَمْتُ وَتَحْتِي أُخْتَان".

وقال -أيضًا -: ضعفه الدَّارقُطْنِي، والحسن بن محَمَّد الخلَّال، ويروى عن


(١) ويؤيده أنّ بعضهم ذكر أنّ كتابه "النُّبَلاء" تأخر تأليفه إلى أواخر أيّام حياته. انظرا ضوابط الجرح والتعديل" عند الذَّهَبِي (١/ ٨٠).
(٢) قال أبو محمَّد ابن الآبنوسي سمعت الخطيب يقول: كما ذكرت في "التاريخ" رجلًا اختلفت فيه أقاويل النَّاس في "الجرح والتعديل" فالتَّعويل على ما أخرت وختمت به التّرجمة. اهـ. "النُّبَلاء" (١٨/ ٢٧٨).

<<  <   >  >>