للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث صحيح. وذكر هبة الله بن الحسن الطّبريّ اللالكائي تفسيره فقال: اشفَى الصدور، ليس بشفاء الصدور. وقال طلحة بن محَمَّد بن جعفر: كان يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص. وقال ابن النديم: كان أحد القراء بمدينة السّلام، يرحل إليه ويقرأ عليه، وقد سمع منه ابن مجاهد شيئًا من الحديث، وهذا طريف. ثمّ ذكر له عدة كتب. وقال الخَطِيب: وفي أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة. وقال قبل ذلك: كان عالمًا بحروف القرآن، حافظًا للتفسير، صنف فيه كتابًا سماه "شفاء الصدور" وله تصانيف في القراءات، وغيرها من العلّوم. وقال أبو عمرو الداني: كان النقاش يقصد في القراءة ابن كثير، وابن عامر، لعلّو إسناد فيها، وكان له بيت ملآن كتبًا، وكان الدَّارقُطْنِي يستملي له، وينتقي من حديثه، وقد حدَّث عنه ابن مجاهد، وكان حسن الخلق، ذا سخاء، وكان صاحبنا ابن البواب يقول: تعالوا إلى النقاش، فإن فالوذجه طيِّب. وقال أبو عمرو أيضًا: النقاش مقبول الشّهادة. قال الذَّهَبِي في "ميزانه": أثنى عليه أبو عمرو الداني ولم يَخْبُرْه، مع أنّه قال: حدّثنا فارس بن أحْمَد، ثنا عبد الله بن الحسن، سمعت ابن شَنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بَغْدَاد، وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقاش، وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفي، ثمّ انصرف النقاش، وقال قرأت على الأخفش. وقال في "معرفة القراء": النقاش هو مصنف "شفاء الصدور" في التفسير، وقد أنّ فيه بالعجائب والموضوعات، وهو مع علمه وجلالة قدره ليس بثقة، وخيار من أثنى عليه أبو عمرو الداني، فقبله وزكاه على أنّه قد قال ... ثمّ ذكر القصة الآنفة الذكر، ثمّ قال: قلت: عبد الله بن الحسين ضعيف كثير الغلط، فلعلّه ما ضبط هذه الحكاية.

وقد ذكر هذه القصة ابن الجزري في "القراء" وضعفها بأبي أحْمَد السَّامري عبد الله بن الحسين. وقال: وبالغ الذَّهَبِي فقال: وهو مع علمه وجلالته ليس بثقة، وخيار من أثنى عليه الداني فقبله وزكاه، قلت: وناهيك بالداني لا سيما في رجال القراءة.


= بمأرب، ولله الحمد.

<<  <   >  >>