وقال ابن الجوزي بعد أنّ ساق حديثًا من طريقه: هذا موضوع، قبح الله من وضعه، فما أفظعه ولا أرى الآفة فيه إِلَّا من النقاش فإنّه دلس ابن صاعد فيه، فقال: يحيى بن محَمَّد بن عبد الملك الخياط (١) وقال ابن القطان الفاسي: ومحَمَّد بن الحسن النقاش شَيْخ الدَّارقُطْنِي، هو عندهم ضعيف. وقال مرّة: هو ممّن رمي بالكذب في حديثه. وقال ابن النجار في "ذيله": مشهور برواية الغرائب والمنكرات. وقال ابن الصلاح في "طبقاته": النقاش -رحمه الله- مغرًى بالغرائب، مكثر من رواية المناكير، ولا يتجاوز أمره إلى التكذيب، وما ذكرناه عن الحفاظ كالبرقاني وهبة الله الطّبريّ اللالكائي، والخَطِيب ليس فيه تكذيب، وليس فيه أكثر من أنّ نسبوه إلى رواية المناكير وما لا يثبت، وعنها وقع الذم لتفسيره، وأمّا طلحة بن محَمَّد فمعتزلي داعية مجروح، حكى ذلك الخَطِيب، وذكر عن الأزهري أنّه قال فيه: ضعيف في روايته وفي مذهبه فكيف يُرجع إليه في مثل هذا ويعتمد؟! لا سيما في مثل النَّقَّاش على جلالته وشهرته بين أهل القرآن بما يوجب طهارة ساحته، والله أعلم. اهـ
وأمّا الذّهَبِي فقد ضعفه بعبارات مختلفة فمن ذلك قوله:"واهٍ"، "ليس بمعتمد"، "لا يوثق به"، "مجمع على ضعفه في الحديث لا في القراءات"، "تالف"، "متهم"، "في السند أبو بكر النقاش فكأنّه وضعه"، "والذي وضح لي أنّ هذا الرَّجل مع جلالته ونبله متروك ليس بثقة، قد اعتمد الداني في "التيسير" على رواياته للقراءات -فالله أعلم-، فإن قلبي لا يسكن إليه، وهو عندي متهم -عفا الله عنه- اتهم بالكذب، وقد أتي في تفسيره بطامات وفضائح، وهو في القراءات أمثل" ... إلى غير ذلك من العبارات.
وقال السبكي: وثقه أبو عمرو الداني، وقبله، وزكاه، وضعفه قوم، مع الاتفاق على جلالته في العلم. وقال ابن كثير: تفرد بأشياء منكرة، وقد وقفه الدَّارقُطْنِي على كثير من أخطائه، فرجع عن ذلك، وصرح بعضهم بتكذيبه -فالله أعلم-. وقال ابن الجزري: سمع منه شَيْخاه محَمَّد بن أحْمَد الدَّاجوني، وأبو بكر بن مجاهد، وماتا قبله بسنين؛ إِلَّا أنّ
(١) وقال الحافظ: محَمَّد بن سند، هو النقاش، المفسِّر، دلس نسبه ابن مجاهد لصغره عنده.