للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السكوت، وقلت: دعهم يقولون فيَّ ما أحبُّوا، فدعوت الّذي جائني مستفتيًا، وقلت: ارجع إليهم وقيل: أبو الحسن يقول: عثمان بن عفان -رضي الله عنه - أفضل من علي بن أبي طالب، باتِّفاق جماعة أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - هذا قول أهل السُّنَّة، وهو أول عقد يحل في الرفض.

قلت: فهل يعقل أنّ يقول هذا الكلام شيعي؟! فإنّه اعتبر تقديم علي على عثمان فضلًا عن عمر فضلًا عن أبي بكر من الرفض، وهذا قد يعُدُّ نوع مبالغة من الدارقطني لذا علّق الحافظ الذهبي على قول الدارقطني هذا بقوله: قلت: ليس تفضيل على برفض ولا ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصّحابة والتابعين، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة واجتهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلَّهما في الآخرة متساويان في الدَّرجة، وهما من سادة الشهداء رضي الله عنهم، ولكن جمهور الأُمَّة على ترجيح عثمان على الإمام علي، وإليه نذهب، والخطب في ذلك يسير، والأفضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر، من خالف في ذلك فهو شيعي جلد، ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبَّهما واعتقد أنّهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة أبعدهم الله (١).

ثانيًا: إنَّ الناظر في أقواله في الجرح والتعديل يعلم أنّه يذكر كثيرًا. من التراجم ببدعة التشيع على وجه الذم، فمن ذلك ما جاء في "سؤالات السُّلَمي (٢) " ترجمة محمّد بن المظفر، وفي "الضعفاء والمتروكين (٣) " ترجمة الحارث بن حصيرة، وعمارة بن جوين، وغيرهم.

ثالثًا: أنَّ الإمام الدارقطني - رحمه الله تعالى- قد ألَّف كتابًا في "فضائل الصّحابة ومناقبهم وقول بعضهم في بعض" ولم يخصّ أحدًا فهل يُعْقل أنّ شيعيًّا رافضيًّا يقوم


(١) النبلاء (١٦/ ٤٥٨).
(٢) برقم (٣٦٠).
(٣) ص (١٧٩، ٢٩٩).

<<  <   >  >>